ينقسم العالم الإسلامي في تحديد بداية شهر شوال لهذا العام، بعد توحد الدول العربية في دخول شهر رمضان الحالي، واعتبره البعض بداية موحدة تاريخية، في وقت توحدت معها الدول الإسلامية ما عدا تركيا التي بدأت قبلهم بيوم واحد، وباكستان والهند وبنجلاديش التي بدأت بعد الدول العربية بيوم. الذي توقع انقسام الدول الإسلامية في بداية عيد الفطر المبارك، هو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، حيث أكد أن معظم دول العالم الإسلامي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء المقبل (7 أغسطس)، وبالنسبة للعالم العربي فإن الاقتران (المحاق) سيحدث قبل غروب الشمس، وسيغيب القمر بعد غروب الشمس في كافة الدول العربية، إلا أنه لن يرى في ذلك اليوم بعد غروب الشمس لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب بسبب قربه من الأفق وقلة لمعانه نسبيا، إلا أنه من الممكن أن يرى باستخدام تقنية التصوير الفلكي، والتي يوجد حولها خلاف فقهي بقبولها من عدمه. ولأن القمر سيغيب يوم الأربعاء بعد الشمس من المنطقة العربية، ولأن الاقتران سيحدث قبل غروب الشمس، فستعتبر كثير من الدول العربية والإسلامية ذلك كافيا لقبول أي شهادة برؤية الهلال، وعليه من المتوقع أن تعلن معظمها عيد الفطر يوم الخميس المقبل (8 أغسطس)، أما الدول التي تشترط رؤية الهلال التي لا تتعارض مع العلم، فإنه من المتوقع أن تعلن عيد الفطر يوم الجمعة 9 أغسطس. وأوضح المرصد «خلاصة لما سبق، فإن بداية شهر شوال ستكون يوم الخميس لمن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيرا بشهادة الشهود إن غاب القمر بعد الشمس أو بالنسبة للدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي، في حين أن بداية شهر شوال ستكون يوم الجمعة بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيدا ولا تقبل إلا الرؤية بالعين أو بالتلسكوب، وهذه الدول قليلة». وبإلقاء نظرة على وضع الهلال يوم الأربعاء 7 أغسطس من مختلف دول العالم، نجد أن الرؤية مستحيلة من شمال آسيا وجميع أوروبا وكندا، وذلك بسبب غروب القمر قبل الشمس في هذه المناطق، في حين أن رؤية الهلال غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من غروب القمر بعد الشمس في كل من قارة آسيا (عدا شمالها) وقارة أستراليا (عدا أقصى الغرب) وشمال أفريقيا والولاياتالمتحدة. ورؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من وسط أفريقيا وأمريكا الوسطى، في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من أقصى جنوب أفريقيا ومعظم أمريكا الجنوبية. أما الأماكن التي يمكن منها رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة، فهي تشيلي والأرجنتين والمحيط الهادئ فقط. وبالنسبة لوضع الهلال يوم الأربعاء 7 أغسطس في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن الحسابات السطحية للهلال عند غروب الشمس كما يلي: جاكرتا: يغيب القمر بعد 18 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 14 ساعة و33 دقيقة. أبو ظبي: يغيب القمر بعد 7 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 17 ساعة و55 دقيقة. مكةالمكرمة: يغيب القمر بعد 11 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 18 ساعة و30 دقيقة. عمان: يغيب القمر بعد 4 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 19 ساعة و4 دقائق. القاهرة: يغيب القمر بعد 6 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 19 ساعة و8 دقائق. الرباط: يغيب القمر بعد 6 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 21 ساعة و6 دقائق. ورؤية الهلال يوم الأربعاء 7 أغسطس في جميع هذه المدن غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب. ولمعرفة معاني هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وتمت رؤيته يوم 20 سبتمبر 1990م من فلسطين، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و 33 دقيقة وتمت رؤيته يوم 25 فبراير 1990م من الولاياتالمتحدة، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره على هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ أن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس و بعده عن الأفق لحظة رصده.