أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، استعداد إمارة المنطقة لتقديم كل الدعم الممكن لمراكز الأحياء التي تأتي كمبادرة من جمعية الأطفال المعوقين. وشدد سموه لدى افتتاحه البارحة الأولى، مركز جمعية الأطفال المعوقين بحي الشفا» بجنوب العاصمة «الرياض» بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، على أهمية برنامج دمج الأطفال المعوقين في مدارس التعليم العام داعياً إلى التوسع في هذا البرنامج. وأعرب أمير الرياض عن سعادته واعتزازه بافتتاح هذا المركز الخدمي الحضاري لينضم إلى منظومة برامج الرعاية المقدمة للمعوقين في المملكة بوجه عام، والرياض بوجه خاص. من جانبه، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عن أن مركز جنوبالرياض يعد أول مركز فرعي تقيمه جمعية الأطفال المعوقين ضمن خطتها لإيصال خدماتها إلى الأحياء الأكثر كثافة سكانية داخل المدن، مشيراً إلى أن الجمعية انطلقت في إنشاء مركز آخر في شرق الرياض. وأشار سموه إلى أن الجمعية تستعد لافتتاح مركزين جديدين في منطقة الباحة ومحافظة الرس بعد اكتمال كافة الأعمال الإنشائية فيهما، ليصل عدد المراكز التي أنشأتها الجمعية إلى عشرة مراكز. وأعرب رئيس مجلس إدارة الجمعية عن شكره وتقديره لأصحاب المبادرات الكريمة في دعم مسيرة الجمعية على مدى ثلاثين عاماً وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني، مشيراً إلى أن الجمعية حظيت بثقة وتفاعل كافة قطاعات المجتمع، الأمر الذي كان وراء ما تحقق من نجاح على صعيد التصدي لأسباب الإعاقة أو توفير برامج تأهيل متطورة. وقال: إنه بفضل من الله ثم بمساندة وتفاعل العديد من القطاعات والأفراد تمكنا خلال العام المنصرم من قطع أشواط ملموسة في مسيرة استكمال مظلة خدمات الجمعية في عدد من المناطق، كما واصلنا بتفوق نهج بناء شراكات استراتيجية لتعزيز موارد الجمعية وللتصدي لقضية الإعاقة. وأشار إلى أن الجمعية التي بدأت خدماتها بمركز واحد عام 1407 باتت تضم عشرة مراكز تصل ميزانيتها إلى أكثر من 70 مليون ريال، رافعا أسمى آيات الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني بمناسبة صدور نظام الوصول الشامل الذي يعد نقلة في الخدمات والتسهيلات المقدمة للمعوقين في المملكة. وأعلن سموه عن مبادرة شركة سابك بتبني إنشاء مركز لجمعية الأطفال المعوقين في المنطقة الشمالية بتكلفة تصل إلى خمسة ملايين ريال، مشيداً بتفاعل الشركة الدائم مع الجمعية. عقب ذلك سلم سمو أمير منطقة الرياض وثائق تسمية وحدات مركز جنوبالرياض لكبار الداعمين، كما قام بتكريم أصحاب المبادرات في مساندة إنشاء المركز. فيما قام سمو رئيس مجلس إدارة الجمعية بتسليم أمير منطقة الرياض ونائبه درعين تذكاريين بهذه المناسبة. وأوضح أمين عام الجمعية عوض الغامدي أن الطاقة الاستيعابية لمركز رعاية الأطفال المعوقين بجنوبالرياض تبلغ نحو 100 طفل، وإن كان يستقبل منذ بدء تشغيله التجريبي قبل عدة شهور كل يوم أكثر من 50 طفلاً و40 من الأخصائيات والمعلمات في منظومة رعاية تجسد ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مستوى في التصدي لقضية الإعاقة. وذكر أن المركز أقيم على مساحة خمسة آلاف متر مربع بتكلفة وصلت إلى 12 مليون ريال، حيث بدأ المركز في تقديم برامج رعاية علاجية وتعليمية وتأهيلية مجانية لنحو 100 طفل يومياً بطاقته القصوى، هذا إلى جانب الخدمات الاستشارية لأسر الأطفال المعوقين والمهتمين بقضية الإعاقة وتبلغ تكلفة تشغيل المركز أكثر من ثلاثة ملايين ريال سنوياً. وحظي المركز بحماس وإقبال وتفاعل أهالي أحياء جنوب العاصمة، الآمر الذي ضاعف من جهد المسؤولين في الجمعية لسرعة استكمال فريق العمل، وتقديم كافة الخدمات والبرامج المطلوبة. وقال الغامدي، إن مركز رعاية الأطفال المعوقين بجنوبالرياض يعد المركز العاشر ضمن منظومة خدمات جمعية الأطفال المعوقين، وهو باكورة مشروعاتها في الأحياء الأكثر كثافة سكانية، في إطار سعيها الدؤوب لإيصال خدماتها إلى من يحتاجها. وأوضح «إن مبني المركز يضم قسماً تعليمياً، وأخر طبياً، ومسبحا طبيا، وخدمات المراجعة اليومية، وقاعة متعددة الإغراض إلى جانب القسم الإداري والخدمات المساندة. واستطرد قائلاً «تشير الإحصاءات المعلنة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن زيادة السكان في مدينة الرياض ستتضاعف بعد سنوات معدودة، وهو الأمر الذي ينعكس على رقعة المدينة وتوسعها الأفقي بصورة ستجعل الانتقال للاستفادة من الخدمات المركزية في العاصمة صعباً إلى حد كبير، مما يحتم نقل مواقع الخدمات خاصة التأهيلية إلى أقرب نقطة لأكبر عدد من المواطنين، وهو ما أكد توجه الجمعية لإقامة مراكز خدمية في ضواحي العاصمة، بحيث يكون هناك مركز رئيسي للتشخيص والتدريب والتطوير بجانب مراكز الخدمات، وهذا ما يحققه مركز جنوبالرياض، وستكون هناك علاقة مباشرة بين مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض والمركز الجديد، بما يسهم في استمرارية تغطية برامج الرعاية المطلوبة والخدمات المساندة، خاصة ورش الجبائر ووحدة علاج الأسنان، مضيفاً «يقدم مركز جنوبالرياض منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم. حيث تبدأ الخدمات العلاجية بقسم الاستقبال، ومن ثم يحال الطفل إلى العيادات الاستشارية لإجراء الفحص العام والتشخيص من قبل فريق التقييم، وبعد تقييم حالة الطفل يتم وضع البرنامج التأهيلي لكل حالة على حدة، وتتكامل جهود عدد من الوحدات في تنفيذ برامج العلاج والتأهيل هي: العلاج الطبيعي. العلاج الوظيفي. عيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام، وحدة الخدمة الاجتماعية، المسبح الطبي. ويقدم المركز برنامجا تربويا تعليميا داخل الجناح التعليمي بالمركز والذي يضم ثلاثة مراحل تعليمية: مرحلة الطفولة المبكرة. مرحلة التمهيدي. مرحلة الابتدائي بالإضافة إلى الأنشطة المساندة (معمل الحاسب الآلي، الورشة الفنية، غرفة المصادر)، وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم ونوعية الإعاقة وسن الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي يمكن الكثير من الأطفال من التأهل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل، إلى جانب وحدة العلاج النفسي وتتولى العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي مما يمكن العاملين مع الطفل سواء الأهل أو المعلمة من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين.