تعتبر الحدائق العامة في أحياء المنتزهات الشرقية المتنفس المفضل لدى سكان تلك الأحياء نظرا لقربها من مقر سكنهم إضافة إلى الازدحامات التي تشهدها شوارع جدة للوصول إلى الحدائق الواقعة في شمال عروس البحر الأحمر ولكن حدائق المنتزهات تفتقر إلى العديد من الخدمات الضرورية لروادها مما يعكر صفو سكان تلك الأحياء مطالبين أمانة جدة بتوفير دورات المياه وصيانة ملاهي الأطفال والصيانة الدورية للأرضية المزروعة داخل تلك الحدائق والعديد من الخدمات الأخرى التي لم يتم توفيرها بحدائق المنتزهات الشرقية. علي الغامدي استغرب من عدم مواكبة أمانة جدة لأمانات بعض المدن داخل المملكة من حيث توفير كافة الخدمات في الحدائق منذ إنشائها بحيث تكون موجودة مع افتتاح أي حديقة عامة، يقول الغامدي: خرجت برفقة عائلتي إلى الحديقة المجاورة لطريق الحرمين في حي المنتزهات لقضاء بعض الوقت وتناول طعام العشاء داخل الحديقة ولكن تفاجأت بعدم صيانة أرضية الحديقة التي صار نصفها ترابا والبعض الآخر من العشب الأخضر فتكدست العائلات في المكان المزروع وجلسوا فيه بينما لم نجد مكانا نجلس فيه بسبب الأتربة الضارة التي تكسو أرض الحديقة فاضطررت لمغادرة الحديقة بحثا عن مكان صحي فيه نوع من الاهتمام ولم أجد إلا منتجعا خاصا في شمال المحافظة فيه كافة الخدمات التي تحتاجها العائلات رغم ارتفاع أسعار ذلك المنتجع بشكل مبالغ فيه. وأشار صالح القرني إلى أن أمانة جدة لم تقم بتوفير دورات للمياه في أكبر حديقتين في المنتزهات الشرقية رغم كثافة زوارهما وخاصة في إجازات نهاية الأسبوع، مضيفا أنه خرج مع أسرته للتنزه في حديقة المنتزهات وبعد نصف ساعة من جلوسهم احتاج أحد أطفاله إلى دورة المياه وحينما لم يجد دورة مياه في الحديقة أو أي مكان يجاورها عاد هو وأسرته إلى المنزل وأطفاله دخلوا في نوبة بكاء بسبب عودتهم المبكرة إلى المنزل دون إكمال نزهتهم والسبب تقصير الأمانة بحسب تعبيره. من جهته، طالب محمد عسيري أمانة جدة بإنشاء مظلات لجلوس الأسر والعائلات داخل حدائق المنتزهات الشرقية بدلا من جلوسهم تحت أشعة الشمس التي لا تهدأ حرارتها إلا مع أذان المغرب، مضيفا أن الدنيا تتطور وحدائق جدة مكانك سر. واستغرب عسيري عدم قيام الأمانة بدورها في تطوير حدائق جنوبجدة أسوة بحدائق شمال المحافظة التي لا تنقطع صيانتها وريها بالماء والاهتمام بزراعتها، أم أن المحسوبية هي صاحبة الدور المحوري في هذه المسألة بحسبه . وأبدى كل من علي هزازي وحسين الفقيه وصالح عمر امتعاضهم من تصرفات بعض الشباب الذين يسببون للعائلات التي تخرج للتنزه في حدائق المنتزهات الشرقية الإزعاج وذلك بالضغط المستمر على أبواق سياراتهم وكذلك رفع أصوات المسجلات والوقوف بجانب العائلات وذلك بسبب غياب تنظيم الدخول إلى حدائق المنتزهات الشرقية حيث تعم الفوضى المكان بسبب عدم وجود حراسات أمنية أو سياج يحول دون إزعاج الشباب للعائلات. مدير عام الحدائق والتشجير بأمانة جدة المهندس عائض آل عبدالله ذكر بأن توزيع الحدائق بين الشمال والجنوب تمثل في توفير المساحات المخصصة للحدائق داخل الأحياء السكنية مبينا أن إدارته تقوم باختيار مواقع إنشاء الحدائق دون النظر عن وجودها شمال أو جنوب المحافظة. وعن غياب الخدمات في حدائق جدة مثل دورات المياه والملاعب الرياضية فأكد المهندس آل عبدالله أن لدى الأمانة مشروع إنشاء دورات مياه بالحدائق كبيرة المساحة أما الحدائق الصغيرة داخل الأحياء السكنية فلا تصلح لإقامة دورات مياه فيها، أما ما يختص بالملاعب فأوضح آل عبدالله بأن الأمانة أنشأت 50 ساحة بلدية تتوفر بها الملاعب. مشاريع جديدة المهندس آل عبدالله نفى أن تكون هناك أي محسوبية في مسألة إنشاء الحدائق أو مسألة العناية بحديقة دون أخرى، حيث أكد أن إدارة الحدائق تعمل لأجل جدة وسكانها ولا يتوقف عملها على أحياء معينة أو لموقع بعينه مستشهدا بأنه تم استلام أربعة مشاريع جديدة تتمثل في حدائق بجنوبجدة العام الماضي في كل من أحياء الروابي وابن لادن وساحتي بلدية في الروابي والفيحاء.