«نحتاج إلى الخروج من منازلنا، والتنزه بالقرب منها، والإفطار فيها، والتمتع بالأجواء الرمضانية مع أصدقائنا وجيراننا في الحي»، بهذه الكلمات بدأ عمر البار أحد سكان حي الربوة حديثه عن رغبته في إنشاء حدائق تليق بالحي موضحا بقوله: تنقصنا الحدائق داخل الأحياء، فمتى سنشاهدها منظمة ومكتملة الأركان، توجد بها دورات مياه، ومساحات خضراء، وألعاب للأطفال، كما هو الحال في الدول المجاورة وكل دول العالم، فالحدائق تعد من أهم المرافق في أي منطقة في العالم. وأفاد البار أن الأهالي بحاجة في كثير من الأحيان للخروج من منازلهم لأماكن قريبة وبعيدا عن الزحام الخانق وإضاعة الوقت في الطرقات للوصول للكورنيش أو أماكن الترفيه في جدة، يريدون التنزه في مكان قريب، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بتوفير حدائق ذات مساحات خضراء داخل الأحياء، خاصة في شهر رمضان المبارك يحتاج الأهالي والجيران للتنزه فيها والإفطار، وحتى يلهو الأطفال ويمارسون هواياتهم المتعددة فيها، يسرحون ويمرحون، وللأسف الشديد لا توجد حدائق سليمة ومكتملة في جدة تستطيع قضاء نصف ساعة فيها. وأوضح البار بأن الأهالي تقدموا بطلب للأمانة، ولم تقصر في تخصيص مساحة جيدة، وبدأت فعليا في إنشاء حديقة داخل الحي، إلا أن الإهمال أصابها، وأصبحت مرتعا للمتسولين، ومجهولي الهوية، يأكلون فيها ويستخدمونها للنوم، ما أصاب الأهالي بالنفور وعدم زيارتها حتى دمرت وانتهت بالرغم من أن عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات. وتساءل: كيف للأمانة صرف ميزانية ومبالغ طائلة على الحدائق وإنشائها ولا يقومون بصيانتها والاهتمام بها بعد الإنشاء؟. من جهته، أوضح ناصر البقمي أحد سكان حي الجامعة بأن الحي يفتقر للحدائق داخله، ولا توجد متنزهات للسكان، ما جعل من الأهالي يقضون أوقاتهم في أحد ميادين حي الجامعة في الشارع الرئيسي المؤدي من داخل الحي إلى الجامعة، يتناولون وجبات الإفطار في شهر رمضان، ويتسحرون، وفيما بينهما يتناولون الشاي ويأكلون الحلويات في تلك المساحة الخضراء التي خصصت كميدان وليس كحديقة. وأفاد البقمي أنه لم يكن هناك خيار آخر لدى أهالي حي الجامعة سوى قضاء الوقت في الميدان، ولا أقول إن تصرف الأهالي صحيحة ولكن على الأمانة إيجاد البديل وتوفير حدائق للأهالي حتى يستطيعوا قضاء الأوقات برفقة عائلاتهم. وأضاف البقمي: ليس بإمكان جميع السكان الانطلاق إلى الكورنيش الجنوبي أو الشمالي للتنزه، فعدد كبير من السكان لا تتوفر لديهم وسيلة مواصلات، وبسبب بعد المسافة بين حي الجامعة والكورنيش والزحام الخانق يصعب الوصول لأماكن الترفيه البعيدة في جدة. وفي السياق نفسه، أوضح كل من محمد الغامدي، وسعد النفيعي، ومتروك سويد أن حي الربوة بلا رئة خضراء ويتمنون إنشاء حديقة نموذجية في الحي تكون بمواصفات خاصة حتى يتمكن الأهالي من قضاء أوقات بها في عطل نهاية الأسبوع. ومن جانبه، أوضح طاهر البقمي أن حي الربوة يشهد إهمالا في خدمات النظافة وأن الحديقة الوحيدة في الحي أصابها الإهمال ولا يرتادها الأهالي على الإطلاق. من جهته، كشف مصدر مسؤول بأمانة محافظة جدة أن هناك خطة لدى الأمانة لإعادة ترميم الحدائق في جدة من جديد وإنشاء حدائق جديدة، موضحا أنه في العام الماضي 1433ه تم إنشاء 30 حديقة جديدة وأنشئت 50 ساحة بلدية (حديقة وملعب وأماكن مشي وغيرها). حدائق جديدة أمانة جدة أكدت بدورها أنه في الوقت الحالي هناك مشاريع مماثلة جديدة إنشاء حدائق وتسويرها وريها، لافتا إلى أن الحدائق والتشجير تأخذ مساحة كبيرة من اهتمام الأمانة في الفترة المقبلة يوازي الاهتمام بالسفلتة والإنارة وقد يزيد الاهتمام بها بشكل أكبر لما لها من أهمية كبيرة لدى الأهالي. وأضاف نفس المصدر أن استراتيجات الأمانة تهتم بالمساحات الخضراء، وقد بدأت الأمانة فعليا بهذه المشاريع والبعض الآخر سيتم في الفترة المقبلة.