أكد ل «عكاظ» المحلل الاقتصادي ألفونس ديب أن السياحة الخليجية في لبنان تشهد تراجعا للسنة الثانية على التوالي، وهذا الأمر هو إحدى نتائج الفوضى الأمنية التي دفعت دول الخليج في هاتين السنتين إلى تحذير رعاياها من المجيء إلى لبنان، مشددا على أهمية السياح الخليجيين الذين يأتون في الموسم السياحي إلى لبنان، ويشكلون حوالى 40 في المئة من عدد السياح، ولكنهم يسهمون في إدخال حوالى 65 في المئة من المردود العام للسياحة في لبنان. ويشير إلى أنه وفق تقرير وزارة السياحة فإن الأشهر الستة الأولى من العام 2013 لم تشهد قدوم أي خليجي إلى لبنان. ويلفت الانتباه إلى أنه إضافة إلى الحظر الخليجي، هناك تراجع كبير في اللبنانيين الذين أتوا إلى لبنان في هذا الصيف ولاسيما أولئك العاملين في دول الخليج، معتبرا أنه من الضروري الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الخليج لاسيما أن هذه الدول تستوعب اليد العاملة اللبنانية، علما أن لبنان يحتاج سنويا إلى 25 ألف فرصة عمل، لا يستطيع لبنان تأمين سوى 4 آلاف منها، بحيث يؤمن الخليج نسبة كبيرة من فرص العمل للبنانيين. ويحذر من خطورة الوضع، مفيدا بأن نسبة الحجوزات ضئيلة في الفنادق لا تتعدى ال20 في المئة في بيروت فيما تبلغ في الجبل 5 أو 6 في المئة، علما أن هناك عددا من الفنادق قررت عدم فتح أبوابها هذا العام، مع غياب الرعايا الخليجيين والحركة هذا الموسم. ويشير إلى أنه بين 100 مؤسسة سياحية، شهدت منطقة الاصطياف الجبلية في عالية وصوفر وغيرها، إقفال 50 مؤسسة، معتبرا أن الخسائر اليوم تشمل كل القطاعات الاقتصادية لاسيما التجارة والخدمات، فقطاع تأجير السيارات الذي كان يشغّل سنويا حوالى 15 ألف سيارة، يكتفي اليوم بحوالى 12 ألف سيارة. ويلفت الانتباه إلى تسريح عدد من العمال في الفنادق والمؤسسات السياحية، مشددا على خطورة الوضع لاسيما أن الدخل الإجمالي في لبنان يعتمد على 40 أو 45 في المئة على السياحة، وهناك كلام اليوم عن أننا قد نكون أمام نمو صفر في لبنان.