أيدت الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي قرار المملكة بتخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين من الخارج والداخل، بغية تطوير المرافق في الحرم المكي الشريف، لتمكينها من استيعاب أعداد بشرية مضاعفة مستقبلا، إضافة إلى التيسير على الضعفاء والعجزة وكبار السن وسائر ذوي الاحتياجات الخاصة، وتخصيص مرافق تخصهم وإزالة العوائق التي كانت تعترض أداءهم للطواف والركوع والسجود ودخول الحرم المكي والخروج منه. قال الأمين العام للمجمع الدكتور أحمد خالد بابكر: «إن المولى عز وجل مدح في كتابه الكريم أولئك الذين يؤثرون على أنفسهم، فعلى من يقدر من المسلمين أن يؤثروا عاما أو عامين بأنفسهم استعدادا لتمكين قدوم أعداد مضاعفة من الحجاج فيما يستقبل من عقود زمنية تستمر لعشرات السنوات القادمة، والاستعداد لهذا الواجب الأخوي الإسلامي هو مسؤولية مشتركة بين المسلمين سائرهم، وهو ما يفرض على من يقدمون إلى الحج كل عام، أو سبق لهم الحج مرارا أن يفسحوا المجال لغيرهم ممن لم يتمكن من أداء فريضته حتى الآن، فإن مثل هذا الإيثار وما يضم إليه من تنظيمات وترتيبات ذاتية للهيئات وحملات الحج سوف لن تؤثر بمشيئة الله تعالى على من يقدمون لأداء فرضهم الذي لا يجب إلا مرة واحدة في العمر». وأضاف الدكتور بابكر: «حقيق أن تستبشر الأمة الإسلامية بالمشاريع التطويرية العملاقة الجاري تنفيذها في مرافق الحرم المكي الشريف في الصحن والمطاف وسائر الأروقة، والتي سوف تزيل بإذن الله تعالى المخاطر التي كان يخشاها عدد من المتخصصين في علم إدارة الزحام والتدفقات البشرية، بعد أن صارت الأمور تسير بسلاسة ويسر في المشاعر المقدسة أثناء الحج وتدفع إلى الحرم المكي أعدادا هائلة قد لا يمكن اجتماعها سوية لأداء الطواف والصلوات ويحدق الخطر بهم، فسائر هذه المنشآت التطويرية سوف تصب في مصلحة ضيوف بيت الله الحرام، وهو ما قد عهدته الأمة الإسلامية من الحكومة السعودية سالفا وحادثا»، مصداقا لقول الله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين). وأكد الدكتور بابكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله سعيا منها لبذل أقصى ما تستطيعه لخدمة الحجاج والمعتمرين والطائفين والعاكفين والركع السجود تقوم حاليا بإعادة تعمير مباني المسجد الحرام وبتوسعتها وبتطويرها وبإضافة مرافق ومنشآت تسهل على قاصدي المسجد الحرام أداء مناسكهم بيسر وسهولة، وبسبب جريان أعمال الإنشاء والتشييد والبناء حاليا فقد تضيق مساحة المطاف وسعة الصحن عن استيعاب الأعداد المعتادة للطائفين، وبناء عليه اتخذت قرارها بتخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين من داخل المملكة وخارجها لثلاثة أعوام حتى يتم الانتهاء من التوسعة الجبارة التي ستخفف كثيرا عن الازدحام خاصة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين سنويا.