جاء تولي المدرب الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو دفة تدريب بطل الليجا الإسبانية صادما لأنصار البارسا ومبهجا لهم، إذ تنفسوا الصعداء بالخلاص من ظروف تيتو فيلانوفا الذي ترك منصبه لمشكلات صحية أقل قوة عن الفترات الماضية، بعد أن تضرر فريقهم بسبب ظروفه، فرغم تحقيق الدوري وبسهولة العام الماضي إلا أن الفشل المؤلم في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا ومغادرته القاسية، لم تكن مرضية للنادي الذي تسيد الأرقام في المواسم الماضية وصنف على أنه الأقوى في العالم. أما الصدمة فكانت بتعيين تاتا مارتينو الذي كان مفاجئا لهم، إذ يجهله الكثيرون في أوروبا رغم أنه يحمل سجلا حافلا واسما كبيرا منحه أفضلية التفوق على غيره. وتتباين الآراء حول قدرته على النجاح إذ كشفت وكالة الأنباء الإسبانية أن الفتى المدلل في برشلونة ليونيل ميسي لعب دورا مهما في ترجيح كفته، وهو ما منح مؤشرا لأدارة النادي على أن فرص نجاحه ستكون عالية ولاسيما في ظل الصفقات الأخيرة التي يتوقع أن تكون مصدر قوة له، فضلا عن نفوذ ميسي عند رفاقه وهو ما يختصر كثيرا من الوقت في الانسجام معهم. وفضلا عن ذلك تتعزز فرص نجاحه بالنهج التكتيكي الذي ينتهجه إذ أسلوب لعبه شبيها إلى حد ما ب « التيكي تاكا» الذي أبهر به البارسا العالم، ويعتمد كثيرا بحسبب مواجهاته الأخيرة على الكرات القصيرة والاستحواذ واللعب الهجومي. أما عيوبه التي قد تربك عمله في برشلونة هو قلة خبرته بالكرة الأوروبية حيث إن جميع الألقاب التي حققها في تاريخه التدريبي كانت في الباراجواي. ويمتاز تاتا بالجدية والانضباط والصرامة والشخصية القوية والطموح، وخبرته التدريبية كانت واعدة حيث حقق رقما قياسيا بعدم التعرض لهزيمتين متتاليتين خلال سبعة اعوام. وسجله مع منتخب باراجواي الذي بدء تدريبه عام 2006، لم يكن سيئا حيث خرج من ربع نهائي كوبا أمريكا 2007 ونال الوصافة في 2011 بعد خسارته أمام أوروجواي. وأصبح مارتينو رابع مدرب أرجنتيني في تاريخ برشلونة، بعد هيلينيو هيريرا وروكي أولسين وسيزار لويس مينوتي الذي قاد الفريق الذي كان يلعب فيه دييجو مارادونا.