عادة اعتدناها من بنات الوطن الفخورات بشموخهن ووطنهن وعاداتهن ففي كل يوم يقدمن أنفسهن بصورة الإنجاز ويحاكين إبداعهن بعهد العصامية والقوة. هذه المرة في القطيف إذ برعت الشابة زهراء الصفار تسعة عشر عاما في عالم النحت التشكيلي وتفوقت على مبصرات في مهرجان جمعية القطيف التراثي حيث تراءى إبداعها عليهن في خلال نصف الساعة. فكانت يداها المبصرتان هما رسالة الإرادة والتحدي التي جعلتها متفوقة ومنجزة. ما قامت به زهراء جعلني امتطي صهوة قلمي واعبر به فيافي الأوراق لأخبر كل قارىء وقارئة أن الإرادة تصنع المستحيل وتخلق لك من الصمت الذي في داخلك واقعا إيجابيا فحبذا لو كنت أهله. دعونا جميعا نقتدي بزهراء ونكون أصحاب إرادة متجددة وعطاء لا ينضب ولنكن بالناس الفخورين مع الأكفاء والكفيفات. ولعل 15 أكتوبر القادم خير بوادر لنا جميعا إذا يحتفل في جميع أنحاء العالم بيوم العصا البيضاء تكريما لهم واعترافا بحقوقهم وإبداعهم وهي رمز لفقدان البصر وتؤكد على حق المكفوفين في ممارسة نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الآخرون عندها سنعرف أن زهراء ليست من ضروب الخيال بل جمحت فكرها النير إلى عنان السماء وجالت بمهاريتها في جميع الأرجاء. نبوغها في عالم النحت لم يكن من باب الفراغ بل لثقتها بالله أولا ولإن داخل كل كفيف وكفيفة قوة بيضاء جمعوها من الصبر والعزم والأمل وأنهم تركوا عبارات العزلة والانزواء والبقاء على كتل الاسمنت خلف ظهورهم وانطلقوا بجأش البطولة والإصرار. سلمت لنا زهراء وحماك أيتها المبدعة فيحق لكل أقلام المجتمع أن تتفاعل مع منجزك الصادق وتسمو به في سماءات الوطن فمثلك نفتخر بها ونعتز ونضعها على عاتق المجد لتكون يدا مبصرة تقودنا إلى دروب الصواب. فأنت أبصرتي دواخلنا وجعلتيها تتقد وتحاول ألا تقف على عتبة واحدة بل تمضي قدما وكلما تمضين نتذكرك أيتها المبدعة ونقول يديها مبصرتين. حمد جويبر (جدة)