دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أمس في الذكرى 61 لثورة 23 يوليو (تموز) 1952، إلى المصالحة الوطنية و«فتح صفحة جديدة في دفتر الوطن» في الوقت الذي تشهد فيه مصر أزمة سياسية حادة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي قبل نحو عشرين يوما. وقال منصور في كلمة وجهها إلى الشعب عبر التلفزيون «الآن بعد ثورتي شعبنا في 25 يناير (2011) و30 يونيو (2013)، نريد فتح صفة جديدة في دفتر الوطن، لا حقد ولا كراهية ولا انقسام ولا صدام، لا تشويه لمن أعطى ولا تحطيم لمن اجتهد». وأضاف «حان الوقت لبناء وطن متصالح مع الماضي لأجل المستقبل متصالحا مع الذات لأجل الآخر. حان الوقت لنقيم الصلح في عقولنا ونفوسنا حتى يتحول سلوكا في مناحي حياتنا». من جهة ثانية، تصدر الوضع الأمني المتوتر واجهة الأحداث في مصر حيث قتل أربعة أشخاص وأصيب 28 آخرون بجروح في مواجهات عنيفة بين أنصار محمد مرسي ومعارضيه في وسط القاهرة وفي مدينة قليوب شمال القاهرة. وقتل شخص بطلق ناري وأصيب 26 آخرون بجروح في مواجهات شهدها ميدان التحرير ومحيطه، بحسب ما أعلن محمد سلطان نائب رئيس هيئة الإسعاف بوزارة الصحة المصرية. وقال سلطان «هناك قتيل أصيب بطلق ناري وتم نقله إلى مستشفى المنيرة (بالسيدة زينب وسط القاهرة) حيث لفظ أنفاسه الأخيرة». وأكد مصدر طبي في مستشفى المنيرة لاحقا أن القتيل يدعى عمر سيد أحمد (20 عاما) مشيرا إلى أنه ليس من الإخوان. كما أفاد مصدر أمني أن ثلاثة أشخاص قتلوا وهم محمد يحيى زكريا محمدي (15 عاما) إثر إصابته بطلق ناري بالصدر ومصطفى عبدالنبي عبدالفتاح (18 عاما) بطلق ناري بالحوض إضافة إلى العثور على جثة شخص سقط تحت عجلات القطار أثناء فراره من الاشتباكات وإطلاق الخرطوش. وقال شهود إن الإخوان حاولوا اقتحام ميدان التحرير فتصدى لهم المعتصمون فيه من المناهضين لهم وطاردوهم حتى الشوارع الجانبية. وقال شهود آخرون «عند اقتراب مسيرة للإخوان كانت متجهة نحو دار القضاء العالي من ميدان التحرير واجهها متظاهرون من التحرير بالحجارة والزجاج عند مدخل الميدان من ناحية مقر جامعة الدول العربية». وأضافوا أن المتظاهرين من أنصار الإخوان المسلمين تراجعوا قبل أن يجمعوا أنفسهم ويهاجموا بالرصاص متظاهري التحرير أمام السفارة البريطانية ما دفع قوات الأمن إلى التدخل عبر استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجميع.