يحول الكشافة المشاركون في خدمة المعتمرين والزوار علامات الجهد وآثار التعب، إلى سراب بحسب مرتادي الحرم المكي والمسجد النبوي الذي يتلقون منهم ابتسامة صادقة نابعة من قلوبهم، تنسيهم عناء ومشقة السفر والعمرة والصيام، والتي تأخذ مفعولها السحري سريعا فتدخل البهجة والسرور في قلوبهم بابتسامة ترتسم على محياهم فتساعدهم على تهدئة النفوس، مستحضرين في ذلك قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، ومطبقين ما جاء به قانونهم الكشفي في أحد بنوده من أن يكون الكشاف «باش». ويقول القائد الكشفي محمد الزبيدي إن قانون الكشاف يدعو إلى البشاشة والابتسام وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ذلك بقوله «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، وبالتالي هم في الكشفية يحرصون على زرع هذه القيمة المهمة في نفوس الكشافين وقد وجدوا له طيب الأثر على الكشاف وعلى من تقدم له الخدمة من المعتمرين أو الصوام. وقال القائد الكشفي عبدالحفيظ عارف: إن من أهم الشروط للمشاركة في هذه الخدمة هو اتصاف القائد والكشاف بالبشاشة وطلاقة الوجه ورحابة الصدر، وقال إنهم يقيمون دورات مكثفة تهتم بذلك الشأن ويخلقون مواقف يختبرون من خلالها الكشافين على كيفية التعامل مع الموقف. وتحدث العديد من الكشافين عن مواقف لهم مع المعتمرين والزوار والصوام وكيف وجدوا فعل تلك الابتسامة، فأجمعوا على أنهم يقابلونهم أحيانا وهم في أشد الانفعال أو الإنهاك وما إن نبتسم في وجه أحدهم ونطيب خاطره حتى يتغير ويعود إلى شخصية غير التي قابلتنا في بداية اللقاء.