شيع جموع المسلمين والعلماء وطلبة العلم في بقيع الغرقد جثمان الشيخ الراحل أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي الذي انتقل إلى رحمة الله أمس الأول في المدينةالمنورة عن عمر يناهز التسعين عاما. ويعد الشيخ الراحل أحد كبار طلاب العلامة مفسر القرآن الكريم مؤلف الكتاب الشهير (أضواء البيان) وابن عمه في نفس الوقت، كما يعد أبرز علماء المدينةالمنورة مؤخرا. وحضر الصلاة على الفقيد يرحمه الله في المسجد النبوي الشريف، فجر أمس، جمع غفير من مشايخ المدينةالمنورة وطلبة العلم، وكان الراحل ممن لازموا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، إذ سافر معه إلى الرياض وصار من أخص تلاميذه، وقرأ عليه في فنون مختلفة. وعمل الشيخ الراحل في التدريس في معهد الحرم المكي لمدة 18 سنة حتى تقاعد، ثم انتقل إلى المدينةالمنورة وجلس للتدريس في المسجد النبوي حتى مرض في بداية العام الجاري، وكان موقع درسه عند باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقابل باب مكتبة المسجد النبوي الشريف بين المغرب والعشاء، ووصف مقربون من الشيخ يرحمه الله أنه معروف بسرعة التأثر والدمع، وله رحمه الله مؤلفات عدة، منها مواهب الجليل في أدلة خليل في الفقه المالكي، وكذلك نظم في البلاغة في 800 بيت وشرحها له، وكذلك بغية الأريب من مغني اللبيب، وكذلك إكمال شرح عمود النسب، وله اختصار لشرح حديقة ابن الونان في الأدب أسماه زهر الأفنان من حديقة ابن الونان وهي قصيدة تعرف باسم الشمقمقية، وله نظم في الأسماء الحسنى، وكذلك كتابه المشهور مجالس مع الشيخ الأمين.. وغيرها من المؤلفات. يذكر أن الشيخ رحمه الله ذهب إلى موريتانيا وشغل فيها عدة مناصب في وزارة الخارجية، ثم ترك عمله وعاد إلى المملكة، حيث سكن في المدينةالمنورة في آخر حياته.