أكد عدد من المثقفين السعوديين في تعليقهم حول ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من بيان منسوب لمثقفين سعوديين، يشيرون فيه إلى ما يدور في مصر من أحداث، أن البيانات التي يصدرها البعض من أجل خدمة أهداف معينة وفئة محددة والإيحاء بأنها تنتمي إلى مثقفي المملكة لا تخدم الوحدة الوطنية، وتمثل في نفس الوقت تدخلا سافرا في شؤون الآخرين. وقال الدكتور أنور عشقي: «إن هذه البيانات لا تخدم الوحدة الوطنية، والمملكة حريصة على هذه الوحدة، ذلك أن الدول لا تبنى إلا على الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وتهدد كيان الأمة، وسياسة المملكة دائما وأبدا قائمة على عدم التدخل في شؤون الآخرين، وكلمة خادم الحرمين الشريفين أبانت أن المملكة ترفض الانتماء إلى الأحزاب سواء في الداخل أو الخارج وترفض مبدأ الحزبية، لأنها تشتت الوحدة الوطنية، وعلى أن نتفهم قضية عدم التدخل في شؤون الآخرين أو الانحياز خلف هذه الصراعات التي تسبب الفتن وعلى جميع أصحاب الأفكار والرؤى عدم إظهار ذلك، وأن يكونوا على مسافة واحدة من الجميع، وهذه رسالة المملكة». أما وحيد حمزة هاشم (محلل سياسي) فقال: «من المفروض أن لا نتدخل في الشأن المصري، لأنه شأن داخلي بحت، وتدخلنا يسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وهذا أمر غير مسموح به إطلاقا، ومشكلة التحزب والعنصرة مع العصبية إذا ما أقحمت في الأيديولوجيا الدينية فإنها كالنار، سوف تأكل الأخضر واليابس، وعلينا أن نبتعد ونراقب وهم يقررون مصيرهم». بدوره قال محمد علي قدس (كاتب وقاص): «هذه البيانات لا تعبر عن رأي المثقف السعودي الواعي بقضايا وطنه، والذي تهمه قضايا الأمة العربية، ولكن بعقلانية، وعلينا أن لا نقحم أنفسنا بقضايا الدول الأخرى، وما يحدث في مصر يخص مصر والمصريين وحدهم، ويجب على المثقف أن لا تغلبه العاطفة على العقل، ويجب أن تكون له رؤية صادقة وحيادية ولا يميل لطرف ضد طرف آخر». في حين قال عبدالله التعزي رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة: «من غير الجائز أن يتحدث البعض باسم الآخرين، ويجب عدم التعميم تحت أي مسمى، والمثقف السعودي لا يرضى أبدا عن مثل هذه البيئات التي تتوارى خلف مسميات وهمية ولها أغراض تخدم فئة محددة سلفا، وبالنسبة لهذا البيان وما تطرق إليه فإنه لا يخدم بأي حال من الأحوال الشعب المصري، وإذا أردنا أن نخدم مصر وشعبها، فعلينا أن نحترم خيارات الشعب المصري الذي خرج 80 في المائة منه يوم 30 يونيو». من ناحيتها تساءلت الروائية زينب البحراني: «من هؤلاء (المثقفون)؟ وباسم من على وجه التحديد يخاطبون الشعب المصري؟ ثم بأي حق يأتي «من هب ودب» لدس أنفه في شؤون مصرية سياسية داخلية لا شأن لها بالثقافة تحت ستار الثقافة؟! وهل كل من كتب كلاما مصفوفا صار مستحقا لمسمى «بيان»؟! في عصر الإنترنت صار كل مخلوق يمكنه رص بضع كلمات بواسطة حاسبه الآلي أو هاتفه المحمول، يظن نفسه مهما لدرجة الظن بأنه مثقف، وأن ما يكتبه مستحق للقراءة، لذا ينبثق علينا يوميا العشرات مما يسمونه «بيانات» من كل حدب وصوب دون مصادر واضحة، وسرعان ما يتجاهلها الزمن وتتناساها البشرية، هذا إن التفت لها الناس المنشغلون أصلا بهموم خبزهم اليومي».