تستنجد بعض ربات البيوت بالخادمات في شهر رمضان إما لمساعدتهن في الأعمال المنزلية التي تزداد في هذا الشهر، لكي تتمكن الواحدة من التفرغ للعبادة، أو لكي تخصص السيدة جل وقتها للتسوق وجلب مستلزمات العيد وغيرها من الأسباب التي تدفع ربات البيوت إلى الاستعانة بخادمة وأكثر، الأمر الذي يساهم في ارتفاع أجور الخادمات خلال هذا الشهر والرضوخ لجشع سماسرة العمالة المنزلية المخالفة. وفي هذا السياق وجد المسعود نفسه مضطرا للسفر إلى مدينة أخرى من أجل جلب خادمة تساعد زوجته الحبلى على أعباء شهر رمضان والاعتناء بطفليه الصغيرين، غير أن السمسار طلب منه 300 ريال كعمولة، بالإضافة إلى ألفي ريال أجرة الخادمة، كما أن عليه التكفل بإرجاعها إلى المدينة التي استقطبها منها عند انتهاء مدة عملها. من جانبها قالت رهف محمد إن زوجها يخصص ميزانية للخادمة في شهر رمضان إذ إن أجر الخادمة خلال هذا الشهر يصل إلى 2500 ريال ولمدة 28 يوما فقط من أجل أن تنوب عنها في أداء أعمال الكنس والطبخ ورعاية الأطفال في رمضان، حتى تتمكن من التفرغ للعبادة والذهاب إلى الصلاة في الحرم المكي الشريف والعودة منه بعد صلاة التهجد، ويأتي ارتفاع أجر الخادمة أحيانا على حساب احتياجاتهم الأسرية، خاصة أن بناتها مازلن صغيرات ولا يستطعن تحمل شؤون إدارة المنزل مع والدتهن. وفي نفس السياق تضطر نورة محمد إلى استقطاب خادمة أخرى في منزلها سنويا في شهر رمضان براتب يفوق راتب خادمتها التي على كفالتها بسبب كثرة أعمالها المنزلية التي لا تقوى على تدبيرها هي وخادمتها الأساسية، وذلك من أجل أن تتفرغ لشراء مستلزمات العيد لمنزلها وأطفالها رغم أنها غير موظفة ولها ثلاثة أطفال ووضعهم الاقتصادي متوسط. وكذلك حال الممرضة فاطمة برناوي التي تجلب خادمة بمبلغ 2200 ريال سنويا بسبب كثرة واجباتها المنزلية رغم إقرارها بتعمد الخادمات رفع أجورهن في شهر رمضان خلاف المبلغ الذي تمنحه للسماسرة وهو يختلف من سمسار إلى آخر.. تقول فاطمة: «أدفع 2200 ريال راتبا للخادمة طيلة الشهر و300 ريال للسمسار مع توفير الموصلات لها من منزلي إلى منزلها، خاصة أنني موظفة وأقطن بمنطقة خارج حدود مكةالمكرمة، ولي أربعة أطفال وأنا بحاجة إليها لتساعدني بأعمال المنزل تحديدا، خاصة وأن من عادتنا تجمع العائلة على مائدة رمضان مما يزيد أعمالي المنزلية بهذا الشهر غير العناية بأطفالي الذكور، ولا أجد من يساعدني لذلك أرضخ لجشع الخادمات ومشاكلهن في شهرا واحد في السنة». وتسارع فاطمة أم محمد بإدراج اسمها في قائمة الانتظار لحجز خادمة قبل الموسم بشهر أو شهرين لدى سماسرة الخادمات خوفا من أن يداهمها الوقت ولا تجد من يعاونها على تدبير أعمال بيتها. فيما تذكر عائشة طاهر أن خادمتها غير نظامية تطلب منها علاوة ألف ريال على راتبها في شهر رمضان ليصل مرتبها إلى آلاف ريال بحجة كثرة الأعمال، وتضحيتها بالرزق الذي يوفره لها الشهر الكريم، بالخدمة في منازل أناس آخرين يغدقون عليها المال، أو بالبيع بجوار منطقة الحرم المكي أو بالأسواق والأماكن العامة. من جانبه أوضح أحد سماسرة العمالة المنزلية أن المبالغ التي تحصل عليها الخادمات تختلف حسب عدد أفراد الأسرة، من حيث الأطفال وكبار السن ممن يتطلبون عناية خاصة، وبحسب قرب وبعد المنطقة التي تعمل بها والوظائف المنزلية المسندة إليها كالطبخ والكي وتبدأ أجور الخادمات في شهر رمضان من 2300 ريال كأقل تقدير وللعائلة الصغيرة بدون أن تقوم بأعمال الكي والطبخ، بينما يتكفل أهل البيت بإرجاعها. وفي موازاة ذلك أكد المحامي أحمد المالكي أن شهر رمضان من الأشهر التي يرتفع فيها الطلب على الخادمات عن بقية شهور السنة، كما أن المتاجرة أو العمل في سمسرة العمالة المنزلية، يعتبر جرما يعاقب عليه القانون. واعتبر المالكي أن مكةالمكرمة، والمدينةالمنورة، وجدة من أكثر المدن التي تتواجد بها العمالة المنزلية غير النظامية من المتخلفين عن موسم العمرة والحج، ومن الجنسيات الثلاث المشهورة بممارسة هذه المهنة الإندونيسية، والإثيوبية، والإفريقية. أشخاص مجهولون التعامل مع هذه الفئة يشكل تهديدا على حياة وممتلكات مستقطبي هذه الفئة من العمالة، إذ إنهم يتعاملون مع أشخاص مجهولين لا يملكون عنهم أي معلومات سوى أرقاما وهمية وأسماء مستعارة، ومنازل يغيرونها بين الفينة والأخرى، لذا يجب على الجميع التقيد بالنظام المعمول به من قبل وزارتي الداخلية والعمل بشأن العمالة المنزلية، ولا ينصاعوا خلف هؤلاء ويعرضوا أنفسهم للمساءلة والعقوبة.