كتب أخي الدكتور حسن الخضيري بهذه الصحيفة مقالا بعنوان «من منا لم يفشل؟» ومما أكد عليه - أو هكذا فهمت من قوله - أن الكل قد مر بمرحلة من الفشل في حياته، مهما بلغ من النجاح، وأن على الكل أن يعترف ببعض الفشل في حياته، وأن ذلك ليس عيبا. ولي في ذلك وجهة نظر، فما تراه أو تسميه عزيزي القارئ فشلا، هو في الحقيقة نجاح، وتغذية مرتجعة، وتعلم، والأمر الذي يجعلك تتعلم أو يسدي لك معلومة أو تخرج منه بمعلومة وفكرة ليس فشلا، بل هو نجاح. أديسون مكتشف المصباح الكل يعرفه، بقي سنوات عدة في محاولاته وجرب 426 مادة بوضعها في المصباح «منها خصلات من شعره» وضعها في موقع «الفلز» إلى أن اهتدى للفلز الموجود حاليا الذي نراه الآن على شكل خط يضيئ في المصباح، أو «الكوع» بلهجتنا الدارجة، ثم خرج على الناس وقال: «اكتشفت المصباح الكهربائي»، فقال له المحبطون: «لك قرابة الثماني سنوات تحاول وجربت 426 مادة والآن تصدع رؤسنا باكتشافك؟»، فماذا قال؟قال: «يكفي أنني الآن أعرف أن هناك 426 مادة لا يمكن أن يضاء بها المصباح»! نعم هذه هي «متعة الفشل» الذي يراه الناس فشلا، وليس له وجود أو حقيقة في حياتنا.