شهد المسجد الحرام أمس توافد أعداد كبيرة من المعتمرين من داخل المملكة وخارجها لأداء مناسك العمرة وصلاة آخر جمعة في شهر شعبان قبل رمضان، ووفرت كافة الجهات الحكومية جميع الخدمات وسخرت كل الإمكانات من أجل خدمة قاصدي بيت الله الحرام. ولوحظ أن أعداد المصلين والمعتمرين أمس كانت الأكثر من الأسابيع الماضية، حيث تمت تغطية ما يقارب من 80 في المائة من إجمالي مساحة المسجد الحرام، وتوقعت التقديرات أن تشهد أول جمعة في رمضان ارتفاعا يتراوح ما بين10و 15 في المائة على أقصى تقدير، وأدى نحو نصف مليون مصل أمس صلاة آخر جمعة من شهر شعبان في المسجد الحرام بمتابعة من صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. وتميزت الاستعدادات بالخدمات المتكاملة والرعاية الشاملة التي وفرتها أجهزة الدولة في مختلف المجالات بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، حيث جندت كافة القطاعات المعنية بخدمة قاصدى بيت الله الحرام كل طاقاتها البشرية والآلية لتقديم أفضل الخدمات وتحقيق كل ما يمكن وفود الرحمن من أداء شعائرهم بكل يسر وأمان، وقامت بتنفيذ خططها وبرامجها التي أعدتها وفق ما هو مرسوم لها والعمل بروح الفريق الواحد لأداء هذه الخدمة التي شرف الله بها قادة وشعب هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وقد توافد المصلون إلى الحرم المكي الشريف منذ الصباح الباكر، حيث امتلأت أروقته وأدواره وساحاته وبدرومه بالمصلين الذين أتوا من داخل المملكة وخارجها لكي يؤدوا شعائرهم في هذه البقعة المباركة وبجوار بيت الله الحرام. وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام كل طاقاتها لخدمة قاصدى بيت الله الحرام وتوفير أفضل الخدمات لهم وتوعيتهم وإرشادهم والرد على أسئلتهم واستفساراتهم من خلال تكثيف البرامج الوعظية التي تلقى داخل المسجد الحرام ومن إدارة الفتوى بالمسجد الحرام، كما وفرت ماء زمزم المبرد لسقيا الزوار والمعتمرين، وكثفت أعمال النظافة والصيانة والتشغيل وبرامج الوعظ والارشاد ومراقبة وتنظيم عملية السعي والطواف وتوفير عدد من عربات السعي بالمجان للمحتاجين وتخصيص ممرات لذوي الحاجات الخاصة وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس فى الممرات المؤدية الى صحن المطاف وغيرها من الخدمات التي توفر المزيد من الراحة لرواد بيت الله الحرام وتمكنهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان. كما جندت قوة أمن الحرم جهودها لحفظ الأمن داخل المسجد الحرام وتنظيم الدخول والخروج من خلال التعاون وذلك بالتعاون مع الجهات الأمنية المساندة من قوة الحج والعمرة والطوارئ، حيث تم تنظيم عملية الدخول والخروج وفق انسيابية تامة من خلال عدد من المسارات المنظمة لتسهيل وصول المعتمرين الى صحن المطاف ومن ثم العودة. وأكد مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف القرشي، عدم تسجيل أي حوادث أمنية أو مرورية تذكر أمس وأشار إلى أن خطة شرطة العاصمة المقدسة بدأت أمس الأول بمشاركة ما يزيد عن ستة آلاف رجل أمن اعتمدت على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في حفظ الأمن والنظام العام وأمن المشاة والخطة المرورية، وفي الجانب الأمني تم نشر الأفراد بالمنطقة المركزية لحفظ الأمن ومكافحة الظواهر السلبية وتنظيم حركة المشاة وبث الأفراد السريين لمكافحة جرائم النشل والسرقات والإشراف على الخطة المرورية للمركبات وعملية نقل المصلين عبر حركة النقل الترددية، وروعي في الخطة جميع التفاصيل المتعلقة بالزمان والمكان، حيث ستكون هناك خطط فرعية منذ بداية شهر رمضان حتى يوم العيد وذلك بما يكفل تسهيل وتيسير جميع السبل وتحقيق أقصى درجات الأمن والطمأنينة خلال الشهر الفضيل. من جهته أكد مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي أنه لم تحدث أية اختناقات للسيارات في حركتها من وإلى المسجد الحرام. وناشد قائد قوة أمن الحرم اللواء يحيى الزهراني المصلين الابتعاد عن مواقع وأماكن العمل والإنشاءات التي تجري حاليا في الحرم والتوجه الى الأماكن الأقل كثافة والتخفيف من التردد خلال شهر رمضان على الحرم نظرا لما يشهده المسجد الحرام من توسعة للمطاف ومشاريع تطويرية وأعمال إنشائية فرضت اتخاذ تدابير وقائية وتنظيمات تتطلب تفهم جميع مرتادي وزوار وعمار المسجد الحرام من داخل المملكة وخارجها للموقف وتقدير الوضع الذي يعيشه المسجد الحرام في ظل هذه المشاريع العملاقة والتجاوب مع التعليمات.