غرائب وعجائب عدة في أسواق (الحراجات) الشعبية بمحافظة الطائف، حيث كل شيء قابل للبيع والشراء. والشيء الوحيد الذي لا يقبل المساومة هو أن تخرج خالي الوفاض من السلع المتناثرة بفوضى متناهية. فرخص السعر يدفع المشتري لاتخاذ قراره في أسرع وقت ممكن وشراء ما يريد ببساطة دون أي تعقيد. فلا ازدحام أو فواتير عند (الكاشير). عمليات البيع والشراء التي تتم في متاهات الفوضى والعشوائية في حاجة ماسة إلى قرار جريء لتنظيمها. واللافت في هذه الأسواق هو بعض الماركات الشهيرة الملقاة على قارعة الطريق. وتتم المناداة لبيعها بأرخص الأسعار فتقرر بينك وبين نفسك أن تكون وجهتك هي الحراج لتحصل على ما تريد دون أن ترهق ميزانيتك. في ظل تكدس البضائع والماركات الشهيرة تستعر نار حرب غير مقصودة تمرغ أنوف هذه الماركات في تراب الحراج لتفقدها كبرياءها أمام ماركة منافسة، حيث باب المنافسة مفتوح على مصراعيه والجميع يتنافسون على بيع بضائعهم بسعر أقل من أسعار الآخرين. «عكاظ» تجولت في سوق الحراج القديم المعروف باسم (حراج الزل) وشاهدت بائعين وافدين يقومون ببيع السلاح الأبيض والملابس المستخدمة والأحذية والأواني المنزلية والعديد من البضائع التي حظرت الجهات الرقابية والمعنية بيعها في جميع المحلات والأماكن. ووقفنا خلال الجولة على مظاهر البيع العشوائي والفوضى التي تضرب أطنابها دون خوف أو وجل من رقابة الجهات المختصة. لكن هناك وجهات نظر تغلب النوايا الحسنة، وترى أن هذه الماركات الشهيرة ما هي إلا عبارة عن خردوات عفا عليها الزمن ولم تجد لها زبائن لها إلا في أسواق الحراجات الشعبية. يقول نصار خالد إنه يجد في سوق الحراج متنفسا له لممارسة هواية التجارة بعد انتهاء عمله اليومي، حيث إن ضعف راتبه الشهري يجعله يلجأ إلى الحراج لزيادة دخله أمام الارتفاع الذي تشهده أغلب السلع. ويستبعد رفع أسعار السلع المعروضة للبيع في الحراجات لأن زبائنها يمثلون شريحة تبحث دائما عن السعر الأقل وغير مستعدة للشراء بسعر عال مهما كانت جودة السلعة أو شهرة ماركتها. لكن عطية الزهراني (بائع في الحراج) يقول إن زيادة الأسعار انعكست إيجابيا على إيراد المحل الذي يعمل فيه فهي زيادة نسبية فقط. وتظل أسعار سلع الحراج أقل بكثير من نظيراتها في المحلات التجارية الشهيرة خارجه. ويرى أن بضائع الحراج عموما في متناول الشرائح الضعيفة في المجتمع ولا مقارنة على الإطلاق بينها وبين البضائع المعروضة في محلات المراكز التجارية (المولات). ومن جهته، يقول خلوفة خليف (بائع حر) إنه يأتي للحراج للبحث عن الأشياء النادرة والسعر المناسب. فهو لا يباشر البيع أو الشراء اليومي وإنما يبحث عن النادر والقيم الذي قد يكون ضل طريقه إلى الحراج، مشيرا إلى أن هناك من يبيع أشياء لا يعرف قيمتها الحقيقية في الحراجات فيتولى هو تحسينها وتهذيبيها وإعادة بيعها. ولاحظنا خلال جولتنا في سوق الحراج الذي يوجد موقعه في وسط البلد ازدحاما للمتسوقين في يوم الجمعة وضعف الرقابة على السوق من قبل أمانة محافظة الطائف. وهو ما يستغله بعض البائعين للترويج دون حسيب أو رقيب لبضائع قد تكون مسروقة. جولات ميدانية أعلنت الأمانة على لسان الناطق الإعلامي باسمها إسماعيل إبراهيم عن إنشاء أحدث سوق للمسترجعات في موقع بحي النسيم قائلة إنه تم منع البيع في الحراج القديم. وأشارت إلى تنظيم جولات ميدانية مكثفة للقضاء على الظواهر السلبية، موضحة أنه في حال ضبط أي شخص يقوم بالبيع فيه تتم مصادرة ما بحوزته. وعن البائعين الوافدين الذين يعملون لحسابهم الخاص أفادت أنها تقوم بتسليمهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات النظامية حيالهم.