خطفت المشاريع التطويرية التي تشهدها مكةالمكرمة اهتمامات الأهالي والزوار واحتلت حديث المجالس في كل مناسبة تجمعهم. ومن هذه المجالس منتدى السرحان الشهير في مكةالمكرمة، الذي استضاف الشيخ الداعية الاسلامي في ملاوي الشيخ عبداللطيف قاني الأمين العام لهيئة اصدقاء أفريقيا، كانت المشاريع التطويرية الحالية محور الحديث الرئيس بين الحضور، من رجال علم وفكر وأدب، وتطرق الحديث إلى عدد من المواضيع ذات العلاقة بهذه المشاريع التي ستجعل مكةالمكرمة واحدة من أهم مدن العالم الإسلامي تطورا ورقيا. فقد كان لقرار تخفيض الحجاج والمعتمرين حيز كبير حيث تم التأكيد على أن هذا القرار صائب وحكيم يعكس حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصه الدائم على أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام، وشدد الحضور على أن المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها تتطلب التخفيف والتخفيض من أعداد قاصدي بيت الله الحرام مؤقتا، وذلك لحين الانتهاء منها، وذلك حفاظا على أمن وسلامة وراحة قاصدي البيت الحرام. وتحدث الضيف الدكتور قاني حيث أبدى إعجابه بالمشروعات الجبارة والانجازات العملاقة والمشاريع العظيمة التي تنفذ في المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وفي مقدمتها توسعة وعمارة الحرمين الشريفين والتي تعد أكبر توسعة عبر التاريخ. وأكد أن العالم الإسلامي يثمن للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- هذه الرعاية الكريمة والخدمات الجليلة والتسهيلات الكبيرة التى توفر لخدمة وراحة ضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام. كما تحدث خلال استضافته في هذه الأمسية عقب زيارته وادائه مناسك العمرة والتقائه بحضور عدد من رجال العلم والفكر والادب في ديوانية الدكتور عبدالعزيز سرحان مساعد مدير إدارة المكاتب الخارجية في رابطة العالم الاسلامي عما يحتاجه مسلمو بلاده قائلا إن عدد مسلمي ملاوي يصل إلى 5 ملايين مسلم من أصل 16 مليون نسمة، هم إجمالي عدد سكان ملاوي. وأضاف نحتاج إلى المساجد لإقامة الصلوات والشعائر الدينية فيها من قراءة القرآن الكريم وإقامة الدروس والمحاضرات والدورات الشرعية، كما نحتاج إلى جامعة اسلامية وعدد من الكليات لتعتني بالطلاب والطالبات من أبناء المسلمين إضافة إلى مراكز اسلامية تعنى بشؤون المسلمين وبأمورهم وقضاياهم، وإلى ملاجئ لكبار السن ومستشفيات خاصة أمام الهجمة الشرسة من قبل التنصير والمنصرين الذين يغزون بلادنا ويشككون المسلمين في عقيدتهم. وأضاف «نحتاج أيضا إلى تواجد رابطة العالم الاسلامي وهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية اللتان امتد نشاطهما إلى كافة انحاء العالم ليشملنا ايضا الدعم وهذا الاهتمام ليجد المسلمون في ملاوي من يهتم بأمورهم ويحميهم من هجمة المنصرين الشرسة . من جانبه قال صاحب المنتدى الدكتور عبدالعزيز السرحان إن مكةالمكرمة تشهد حراكا كبيرا سيجعلها في مصاف المدن المتقدمة ويحولها إلى مدينة حضارية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وعلينا كمقيمين في مكةالمكرمة وزورا لها الصبر في هذه المرحلة وعدم التذمر من كثرة المشاريع التي تعطل الحركة أحيانا لكنها تصب في المصلحة العامة التي هي غاية كبرى. وأضاف «لا بد أن نرعي القرارات التي صدرت ومنها قرار تخفيض الحجاج والمعتمرين لأن الهدف منه حماية الأرواح من التزاحم والتدافع، ومثل هذا القرار لا بد أن ندعمه كمجتمع ونساعد فيه الجهات ذات العلاقة والتعاون مطلوب من المسؤولين في مختلف مواقعهم». وتابع قائلا لا بد أن ندرك جميعا أننا شركاء في المسؤولية وعلينا واجب ديني ووطني تجاه مكةالمكرمة، وبالتالي على أهل مكةالمكرمة التخفيف من الزيارة للحرم المكي وإعطاء الفرصة في المرحلة المقبلة للناس القادمين من شتى بقاع العالم، وهذا ما يعرف بالايثار على النفس سيما في مرحلة تشهد فيها المنطقة المركزية والحرم المكي الشريف عملا أشغل مساحات كبيرة فيه لذا لا بد علينا من التعاون والعمل بروح واحدة خدمة للإسلام والمسلمين وأن نستشعر مثل هذه التضحيات. تكريم قاني في ختام اللقاء كرم صاحب المنتدى الدكتور عبدالعزيز السرحان الداعية الشيخ عبداللطيف قاني وقدم له عددا من المطبوعات والكتب الدينية.