عبر عدد من المواطنين في حي غليل عن سعادتهم بقرب عملية تطوير الحي وفتح شوارع جديدة فيه مؤكدين أن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بتطوير الأحياء العشوائية في المنطقة يأتي انطلاقا من حرص الدولة على راحة الأهالي وتوفير الخدمات لهم في أحياء نموذجية. وأضافوا أنهم منذ أكثر من 20 عاما مضت وهم يسمعون عن حركة التطوير في الحي ولكن لم يروا أي شيء على دنيا الواقع خلال تلك السنوات، لافتين إلى أن عملية التطوير سوف تغير ملامح الحي ونبضه عبر شوارع واسعة ومولات تجارية ومراكز للخدمات التعليمية والصحية. وبين الأهالي أن سكان الحي في انتظار أن يلبس الحي حلة جديدة وأن جميع سكانه يحدوهم الأمل في عملية التطوير. «عكاظ» تجولت في الحي ورصدت على أرض الواقع احتياجات الأهالي وهواجسهم وسألت السكان عن توقعاتهم الخاصة بتطوير الحي فكانت البداية مع حسين صالح البركاتي 70 عاما - بائع خضروات - والذي قال «أسكن في هذا الحي منذ ما يزيد على 50 عاما مضت ولدي من الأبناء الكثير ما بين الذكور والإناث وبصراحة أنا عاصرت أحداثا كثيرة في الحي المتواضع ورأيت وسمعت عن الكثير من المشاريع التطويرية في السابق ولكن هيهات، فدعنا نتحدث بصراحة تامة وليست مجاملة أنا مع التطوير وأتمنى أن يتم العمل على التطوير فالحال أصبح أسوأ بكثير عن السابق ولك أن ترى مدى معاناة سكان الحي مع الطرق الداخلية والإنارة والمياه والمجاري. ويضيف البركاتي دعني أشرح بعضا من معاناتنا الكبيرة والتي تتجاوز قدرة تحمل البشر، فنحن نعيش في بيئة غير صحية فالبنية التحتية لحي غليل على شفا حفرة أو أقل من الدمار، فمياه المجاري تطفو في كل يوم وكل ساعة لدرجة أنها في بعض الأحيان تدخل لمنازلنا وعند اتصالنا على أصحاب الصهاريج لكي ينقذوننا يتعذرون عن المجيء ليلا والسبب هو ضيق شوارعنا الداخلية وعدم وجود إنارة جيدة داخل حاراتنا المتواضعة والمتهالكة. وأثناء جولتنا داخل حي غليل التقينا بالعم قائد عبده رجل طاعن في السن قارب عمره ال100 والذي قال بشفافية مطلقة أنا أسكن حي غليل منذ عصر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ومن توالى على الحكم من أبنائه البررة مرورا بالملك فيصل والملك خالد والملك فهد وصولا لحبيب الشعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -. يقول العم قائد مشاكلنا كثيرة وأزلية وبالكاد نتعايش معها فنحن أناس بسطاء لا نملك من حطام الدنيا شيئا، موضحا أن زيارة أمير منطقة مكةالمكرمة كانت لها وقع كبير في نفوس أبناء الحي والأحياء المجاورة والذين استبشروا خيرا بأن التطوير قادم في القريب العاجل. ويشاطره الرأي علي عبده مباركي.. حيث قال بالفعل معاناتنا ليست جديدة ونطمح في إنهائها في أسرع وقت فقد طال انتظارنا وأصبحنا نعد الساعات قبل الأيام لكي نرى بوادر أمل تجعل من حي غليل حي أكثر من رائع، فانقطاعات المياه المتكررة عن منازلنا والتي تتجاوز في بعض الأحيان ال15 يوما متواصلة أمر متعب ومرهق ماديا وجسديا فأغلب سكان حي غليل من الطبقة ذات الدخل المحدود ويتمنون أن تكون وعود التطوير حقيقة قريبة. وقال كل من بلقاسم وتركي القرني من سكان حي غليل القدامى بلسان واحد المجاري ثم المجاري هي الكارثة البيئية التي أقلقت منامنا ومنعتنا في أوقات كثيرة عن الخروج وحاصرت مداخل منازلنا وجعلتنا نتقوقع داخل منازل البسيطة، فالبنية التحتية لحي غليل سيئة جدا وتحتاج لكثير من التعديلات التي من شأنها القضاء على هذه المعضلة التي طال انتظارها سنوات طويلة. وأضاف بلقاسم طفح الصرف الصحي هي عنوان واضح وصريح لمداخل الكثير من أحياء غليل الفرعية والداخلية، وفي وقت من الأوقات اتفقنا نحن وبعض السكان أن نعمل بشكل موحد فيما بيننا وجمعنا مبلغ لكي نقضي على المجاري التي حاصرت منازلنا وبالفعل تم الاتفاق فيما بيننا لنأتي بمقاول حتى يتسنى له تركيب مواسير للمجاري داخل الأرض واتفقنا على سعر معين تجاوز ال18 ألف ريال، وما هي إلا أيام بعد الاتفاق ولم نرى ذلك المقاول ولم يعود مرة أخرى، فالمسألة معقدة وليست بتلك البساطة التي يتوقعها أي مطور أو مقاول. محمد أبو الحسن ومحمد مصلح من قدامى الساكن في حي غليل قالا إن حي غليل يعتبر موقعا استراتيجيا ويحتاج للكثير من الإصلاحات التي من شأنها القضاء على العشوائية التي طالت هذ الحي. يقول محمد مصلح حي غليل يقع في جنوبجدة ويحده شرقا حي النزلة اليمانية وشمالا القريات وغربا الكرنتينة وجنوبا الوزيرية، ويضيف مصلح حي غليل يحتاج لوقفة صادقة من المسؤولين فالتطوير مطلوب والتغيير الذي يصب في صالح المواطنين نحن معه وليس ضده ولكن مع مراعاة لظروف الناس البسطاء الذين يسكنون حي غليل. وأضاف أبو الحسن، اشتكينا من غياب كبير لعمال البلدية مما أثر سلبا على تكدس الكثير من النفايات في مداخل ومخارج حي غليل، وأصبحت تلك النفايات مكانا خصبا لتوالد الكثير من البعوض والحشرات الضارة والتي من شأنها التأثير سلبا على حياة الساكنين سواء كانوا أطفالا أو كبارا وكم من مرات قمنا برفع الشكاوى للجهات المعنية ولا نراهم إلا مرة أو مرتين كل عام، ناهيك عن بعض الغرامات التي تفرضها شركة المياه الوطنية لتسرب القليل من المياه للشوارع الداخلي التي هي أساسا سيئة جدا. ويتفق أهالي الحي ان الوضع مزرٍ في حي غليل ويحتاج لوقفة صادقة للقضاء على مشاكله وشيخوخته، مؤكدين في نفس الوقت أن جولة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة في الحي بمثابة إضاءة وشعلة أمل لتسريع حراك التطوير في الحي وإعادة الرونق له خاصة وأن موقعه أصبح استراتيجيا ويتطلب ان يكون من الاحياء الراقية والمطورة.