بعد ثلاثة أيام دامية واشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي كانت حصيلتها 7 قتلى و606 مصابين، ساد مصر صباح أمس هدوء يسبق العاصفة، وبإجماع كثير من المحللين والخبراء السياسيين فإن مصر تمضي إلى المجهول اليوم الأحد وسط حشد متبادل بين القوى المدنية والتيارات الإسلامية في غياب أي مبادرات فاعلة لإنقاذ الموقف، وتوقعات بعنف غير مسبوق يغذيه البلطجية والمندسون في شارع فقد أي بارقة أمل في الغد. وفي ميدان التحرير الذي تجولت فيه «عكاظ»، توقفت المنصة الرئيسية فجر أمس عن بث الأغاني الوطنية لتعطي فرصة للمعتصمين في 145 خيمة لأداء الصلاة ودعاء «اللهم احفظ مصر واهلك الظالمين». وارتفعت أعلام مصر أعلى الخيام دون ظهور أي شعارات حزبية لتتوحد الهتافات صباحا على مطلب واحد هو «ارحل»، ثم نظم المعتصمون في الصباح الباكر مسيرة بالكروت الحمراء جابت جميع أرجاء الميدان لمطالبة الشعب المصري بالاحتشاد اليوم للدعوة إلى رحيل النظام وإسقاط حكم الإخوان. ودعت جبهة 30 يونيو التي تقود مظاهرات التمرد المصريين للاحتشاد في كافة شوارع وأحياء وميادين مصر، حيث تنطلق المسيرات لتتجمع في الخامسة من مساء اليوم في ميادين مصطفى محمود بالمهندسين والسيدة زينب ودوران شبرا ومسجد الاستقامة بالجيزة لتنطلق إلى ميدان التحرير وقصر الاتحادية في السادسة مساء. وفي محيط وزارة الدفاع، قضى أكثر من 300 معتصم ليلتهم رافعين لافتات «نداء إلى الجيش» انقذوا مصر من الإخوان و30 يونيو ثورة الوحدة الوطنية لتصبح جمهورية مصر العربية المتحدة. وانضم إلى المتواجدين في محيط وزارة الدفاع العشرات من العسكريين المتقاعدين حيث احتشدوا صباح أمس مرتدين «تيشيرتات» كتب عليها «فرسان النصر» لمطالبة الجيش بتولي مهام الحكم، وأمام قصر الاتحادية نصبت 20 خيمة استعدادا لمظاهرات اليوم، ورفع المعتصمون لافتات مكتوب عليها «نهاية حكم الإخوان 30/6 أمام الاتحادية»، وجهز المعتصمون منصة في مواجهة بوابة رقم (4) لقصر الاتحادية استعدادا لمظاهرات اليوم المطالبة برحيل النظام. وفي ميدان رابعة العدوية، استمر الآلاف من القوى الإسلامية المؤيدون لشرعية الرئيس مرسي في اعتصامهم أمس لليوم الثاني عبر مئات الخيام، وتطوع أكثر من 2000 معتصم في لجان تفتيش تقف خلف حواجز حديدية ودروع مصنوعة من الصفيح ومجهزين جميعا بالشوم والعصي والمواسير الحديدية، فيما كان أحد أعضاء لجان التفتيش يمر على المعتصمين داخل الخيام يذكرهم بالاستغفار قائلا لهم «استغفروا الله فنحن في رباط». من جهتها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن حمل السلاح في التظاهرات السلمية أيا كان نوعه حرام شرعا، ويوقع حامله في إثم عظيم؛ لأن فيه مظنة القتل، وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها في كتابه الكريم، مشيرة إلى أن «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». وشددت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أمس على حرمة الدم المصري كله، كما أكدت رفضها التام للعنف بكل أشكاله والذي أدى إلى إراقة دماء الأبرياء على اختلاف انتماءاتهم، كما استنكرت الدار أيضا الاعتداء على المساجد والمنازل والممتلكات العامة والخاصة في اليومين السابقين. وكان الرئيس المصري عقد السبت اجتماعا مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لاستعراض آخر الاستعدادات الأمنية التي تم اتخاذها لتأمين المنشآت الاستراتيجية والحيوية في الدولة قبيل المظاهرات المرتقبة اليوم، وسبق ذلك اجتماع بمجلس الأمن القومي الذي يضم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل وهشام قنديل ورئيس مجلس الشورى واللواء رأفت شحاتة مدير جهاز المخابرات.