ارتفع منسوب المياه في عدد من الآبار الارتوازية في محافظة الحريق عقب الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة قبل حوالي الشهرين وعقب فتح سد الحريق الكبير والذي سقى المزارع مرتين في ظرف أسبوعين، ولوحظت زيادة ملحوظة في دفع المياه أثناء تشغيل عدد من المكائن الزراعية هذا الأسبوع، كما لوحظ أن المياه مشوبة بالطين كعلامة يعرفها المزارعون ويستدلون عليها بتأثر آبارهم من السيول. وشوهدت المياه في بعض الآبار في مركز المفيجر التابع لمحافظة الحريق بعد أن نضبت المياه فيها لأكثر من (20) عاما فيها. واستبشر الأهالي بمحافظة الحريق وهم يرون ويسمعون مثل هذه الأخبار السارة حيث يشتكي العديد من المزارعين في المنطقة الوسطى من قلة المياه وصعوبة الحصول عليها من أعماق الأرض حيث يدفعون تكاليف باهظة من أجل الحفر ليحصلون على المياه على بعد مئات الأمتار من أعماق باطن الأرض. وفي هذا الإطار، استطلعت «عكاظ» آراء عدد من المزارعين في محافظة الحريق عن استفادة مزارعهم وآبارهم من أمطار وسيول هذا العام وبالأخص الاستفادة من كميات المياه الكبيرة التي كانت في سد الحريق وتأثيرها على مزارعهم عند فتح عبارات السد ووصول السيل للمزارع مرتين لهذا العام، حيث ناشد من خلالها عدد من المواطنين في محافظة الحريق وزارة المياه وفرع المياه عبر صحيفة «عكاظ» بالاستفادة من تجربة فتح سد الحريق لهذه العام، حيث افتتح أكثر من مرة وارتوت أغلب مزارع المحافظة معها بالسيل، حيث أوضح المزارع عبدالرحمن بن عبدالعزيز الخثلان بأن تجربة فتح سد الحريق لأكثر من مرة قد تكون الأولى منذ افتتاحه في العام 1404 ه، حيث قام فرع المياه بفتح عبارات السد بالكامل لحين ارتواء المزارع ومن ثم إغلاقه وفتحه من جديد بعد فترة وإفادة المزارعين منه ويتمنى الخثلان أن تستفيد الوزارة من هذه التجربة ونتائجها وتعممها على سدود مماثلة في المنطقة الوسطى. ويرى المزارع علي بن عبدالعزيز الرزوق بإعادة النظر في الآلية القديمة المطبقة لفتح بعض السدود كسد الحريق مثلا، ويضيف الرزوق بأنه في هذا العام قد تحققت عدة مكتسبات، حيث استمرت المياه لفترة ليست بالطويلة في السد وتسربت من خلالها كميات كبيرة من المياه لباطن الأرض وكذلك استفادت المحافظة اقتصاديا من خلال توافد آلاف الزوار للمحافظة لرؤية سد الحريق الكبير والذي يعد أحد أكبر السدود في المنطقة الوسطى وكذلك استفاد العديد من المزارعين من السيل. ويؤكد المزارع سعد بن ناصر المسعد أنه لاحظ تغيرا كبيرا في منسوب المياه في البئر لديه حيث زادت المياه لديه بشكل ملحوظ بعد 24 ساعة من وصول السيل للمزارع أثناء فتح السد على الرغم من أن مزرعته لم تستفد بشكل مباشر من السيل لوقوعها في شمال المحافظة ولكن تأثيره واضح في البئر الارتوازية حيث اختلط الطين بالمياه أثناء تشغيله للغطاس الموجود في المزرعة بعد أن كان البئر نفسه يصب مياه صافية ونقية قبل يوم واحد فقط. من جهته، أكد الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الهويدي استفادة الآبار والمزارع من سيل سد الحريق حيث استراح المزارعون من تشغيل مكائنهم الزراعية ووفر عليهم اقتصاديا كمصاريف الكهرباء. وأضاف: «شاهدنا بئرا ارتوازيا في مركز المفيجر التابع لمحافظة الحريق يتأثر وقد وضحت المياه في أعماقة بعد أن كان جافا من المياه لأكثر من عشرين عاما وهذا بفضل الله وكرمه حيث أنعم علينا بالسيول والأمطار وهذا أثر إيجابا على الآبار الارتوازية وكذلك نتيجة لفتح عبارات السد لسقيا المزارع. من جهته، يطالب المزارع ناصر بن عبدالله الشبانات بمرونة أكثر من فرع المياه ومن الوزارة وأن يتم فتح السدود بحسب حاجة المزارع مع أهمية مراعاة عامل الوقت وعوامل المتغيرات الجوية ومواسم الأمطار، كما يطالب الوزارة بالإعلان عن نتائج تجربتها في سد الحريق حيث وضعت من خلالها عددا من الآبار الارتوازية في وسط السد ومن خلالها تتسرب كميات من المياه مباشرة منها إلى باطن الأرض، ويرى من وجهة نظره بأن هذه التجربة غير مفيدة والأفضل إغلاقها حيث إنها تفقد كميات كبيرة من المياه، وأن المياه تدخل لباطن الأرض مباشرة من دون أن تقوم الأرض بترشيحها وفلترتها، وهذا قد يضر بالمياه الجوفية في حالة تلوث المياه ببعض أنواع البكتيريا الضارة أو البلهارسيا نتيجة لبقاء بعض المياه لفترة طويلة في حوض السد وهي المياه التي لا تتسرب مع عبارات السد لكونها مرتفعة عن باطن السد بأكثر من ثلاثة أمتار وهذا قد يعرضها للتلوث، في حين يطالب المزارع ناصر بن عبدالله الفضلي بتوثيق تجربة هذا العام من حيث تسجيل الكميات التي أفادت المزارع إبان فتح السد لهذا العام وكذلك وقت وصوله للمزارع واختيار نهاية الأسبوع لفتح السد ليتمكن الزوار والمحبون للسيل من رؤية السيل في مجاري الأودية وهذا بلا شك ينعكس على المحافظة اقتصاديا من حيث تتوافد أعداد كبيرة من الزوار للمحافظة وقت إجازة الأسبوع.