غزت تجاعيد السنين، ابتسامة صفراء، أعين غارقة بالحزن، إشارات باردة، فرحة مترددة، هذه هي وجوه السجينات بسجن جازان العام، نسوة يحملن أطفالهن بين أحضانهن أمهات تركوا بناتهن بالخارج فعوضن حرمانهن باهتمامهن بمن معهن في داخل العنبر يمارسن حياتهن بين ردهات غرفهن في انتظار الفرج القريب. إحدى السجينات اعتبرت السجن بيتها فأصبحت تعمل به وكأنها في منزلها حيث تكفلت هي بإعداد الشاي والقهوة من مدى دخولها فمن يدخل ويشاهدها وهي ترحب تقدم وتحضر وتباشر على الزائرات يتبادر في ذهنه أنها من طاقم العمل وليس من السجينات. «عكاظ» حاورت العديد منهن وتقول (حبسه . ر) سعودية الجنسية التي مضى على مكوثها ست سنوات بصوت حزين اشتقت لأبنائي فلدي ثمانية وأكبرهن فتاة تبلغ من العمر 24 وهن في الرياض تركني زوجي منذ القدم فعملت في طهي الأطعمة للمناسبات والعزائم وبيع الملابس لكي أصرف على أطفالي ولكن تمرد علي الشيطان من أجل الحاجة وقبض علي في منطقة جازان وقضيتي هي حشيش قضيت الآن ست سنوات. ووقعت (عائشة . م) سعودية الجنسية ضحية غدر زوجها وأخيها -على حد قولها- قائلة رافقت زوجي وأخي في سفرهم من مدينتنا إلى جازان موضحين لي أن لديهم غرضا بسيطا فقط وفجأة هجمت علينا مكافحة المخدرات وحبست هنا في سجن جازان أنا وزوجي وأخي، وتركت أبنائي لوحدهن ابنتي ضحت بدراستها من أجل تربية أخوتها طالبت أكثر من مرة كي أنقل إلى سجن منطقتنا ولكن لم أجد تجاوبا اشتقت لأطفالي فهم ليس لديهم أحد كي يأتي بهم لزيارتي كما وصلتني أنباء مؤخرا، من لجنة تراحم بأنه سيفرج عني قريبا ولكني اتمنى الاستعجال في ذلك إذا كان الخبر صحيحا. النزيلة آمنة . د 55 عاما سعودية الجنسية التي صدر قرار بعتق رقبتها من القصاص حيث كانت متهمة بقضية قتل ومحكوم عليها بالقصاص وسجنت تسع سنوات ولكن أعفي عنها مؤخرا، وكانت «عكاظ» قد نشرت خبر إفراجها تحت عنوان «شفاعة الملك تعتق رقبة أمنه من القصاص» في عدد «4251» قبل 4 أشهر ولكنها لم تفارق السجن وتقول ابنتي تزوجت قبل أسبوع وأنا هنا حيث ذلك الأمر جعلنا أغضب عليها جدا صحيح والدها متوفى وليس لديها سند ولكن كيف تتزوج دون أن أحضر زواجها صبرت 9 سنوات ولم أعد أتحمل ذلك فكل ما أسال متى سأفارق ذلك المكان يردون علي أنها أوراق وإجراءات بسيطة ولكن وصلني مؤخرا أن هناك غلط في الأوراق لم أعد اتحمل أطلقوا سراحي أرجوكم. وتشير إحدى السجينات من الجنسية اليمنية إلى أن هناك العديد من البرامج الترفيهية والتوعية التي تقام بعنبر النساء حيث تخفف من آلمنا قليلا ولكننا نتمنى أن يطلق سراحنا فنحن تركنا خلفنا العديد من الأبناء الذين تشردوا بعد دخولنا ذلك المكان. وذكر رئيس لجنة تراحم لرعاية السجناء علي زعلة بخصوص النزيلة آمنة . د أن السبب في عدم خروجها هو إجراءات بسيطة كما أننا نعمل لها جلسات تأهيليه نفسية حتى تتقبل العالم عند خروجها وعن الخطأ الذي قيل في الأوراق أجاب أنه ليس هناك خطأ ولكن هناك طرفا ثالثا في القضية وهو التركي المتهم معها في قتل نفس الشخص. كما أضاف أن هناك برامج للتوعية الدينية وبرنامج تثقيف صحي للنظافة الشخصية الصحية وبرنامج تأهيل نفسي للنزيلات المقرر خروجهم وبرنامج حنان لرعاية الأطفال المرافقين للنزيلات والتكفل باحتياجاتهم والألعاب وذلك بالتنسيق مع دار الحنان بجمعية الملك فهد الخيرية. وأضاف قامت اللجنة بافتتاح مكتب داخل السجن العام لمتابعة أوضاعهم مع الجهات المختصة كهيئة التحقيق والمحاكم والشرط والمخدرات، بالإضافة إلى برنامج تكريم النزيلات المداومات على حفظ القرآن الكريم والمثاليات على مستوى العنابر حيث يتم تكريمهم بمبالغ مادية وهدايا عينية كذلك الاحتفاء بالمسلمات الجدد ومائدة الإفطار الجماعي السنوية التي تعد في شهر رمضان بحضور رئيسة القسم النسائي عائشة شاكر وعضوات اللجنة وبرنامج سنوي لليوم الوطني كما تقدم لهم دورات تدريبية في الحاسب الآلي والخياطة والتطريز والمشغولات الجلدية والرسم والتحف والهدايا. كما تنظم مسابقة الطبق الخيري للنزيلات بالسجن ونسعى لتحقيق أحلام أبناء وبنات النزيلات من حيث رغبتهن في الالتحاق للدراسات الجامعية بالتنسيق مع الجامعات والمعاهد والمدارس الأهلية والتكفل بكافة مصاريفهم.