أكد الوزير السابق إبراهيم شمس الدين رئيس مؤسسات محمد مهدي شمس الدين أن مشاركة مليشيا حزب الله بالحرب في سورية خطأ لا يبرر إطلاقا وسيجلب الدمار على اللبنانيين. وقال شمس الدين في حوار أجرته «عكاظ» أن مشاركة حزب الله في القتال في الحرب الدائرة غير مقبولة تحت أية حجة من الحجج وما كان ينبغي أن تحدث. موضحا أن تورط حزب الله في سورية لن يعود على اللبنانيين بشكل عام بأية مصلحة إيجابية بل سيضر باللبنانيين كثيرا ويجلب المخاطر عليهم والمشاكل التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق. وفيما يلي وقائع الحوار : أصدرت الشخصيات الشيعية المستقلة في لبنان وثيقة حول التداعيات الأخيرة لمشاركة حزب الله في القتال في سورية .. ما هو هدف هذه الوثيقة ؟ - في الواقع صدر عن هذه الشخصيات نصان، وكنا نهدف إلى أن نصدر نصا أو موقفا كل أسبوعين. وكان هناك تحسس لدينا وعند الكثيرين من أن نصدر هذه المواقف تحت عنوان طائفي، فنحن لبنانييون ننتمي إلى وطن عربي وعالم عربي، وهذا الأمر جعلنا نتأخر في إصدار هذه المواقف عبر هذا التجمع، ولكن إشكالية مشاركة حزب الله في الحرب السورية جعلنا نصدر هذه المواقف تحت هذا المسمى. والهدف من مواقفنا هو أن يعلم الجميع أن طائفتنا ليست حزبا ولا ينبغي لأية طائفة أن تصبح حزبا واحد، كذلك لا ينبغي لأي حزب أن يحتكر أية طائفة، فهذا الأمر خطير وسيء وربما يكون قاتلا. وما فعله حزب الله عبر مشاركته في القتال في سورية مرفوض تماما وغير مقبول. حزب الله يدعي تمثيل الأكثرية في لبنان، هل هذا صحيح ؟ - من مواصفات القيادة الناجحة أن تأخذ القرارات المناسبة للمجتمع والشواهد في التاريخ كثيرة على ذلك، أما مقولة إن الثنائية الحزبية تمثل الأكثرية الساحقة في الطائفة الشيعية فأنا أتحفظ على ذلك بل أؤكد أنها لا تمثل الأكثرية الساحقة والمشكلة موجودة في النظام السياسي اللبناني وتحديدا في قانون الانتخابات الذي يعتمد على النظام الأكثري، فهي قد حصلت على أكثرية الناخبين. فالنظام الأكثري يمكن الأقوياء المتسلطين أن يفوزوا بلوائح انتخابية بغض النظر عن حجمهم التمثيلي الحقيقي. أنا لا أدعي كما ادعت جهات حزبية أخرى عندما خسرت انتخابات 2009 بأن لديها الأكثرية الشعبية ولكنها خسرت الأكثرية الانتخابية، فأنا المعارض للثنائية الحزبية. أما ما يقال حول تقصيرنا كشخصيات مستقلة فنحن لا نسعى لتشكيل حزب وما وفي نفس الوقت نحن لا نريد أن نشكل حزبا لكي يقتل أبناء الطوائف الأخرى ولا لكي نتقاتل فيما بينهم، وهذا ما يتنافى مع دعوتنا للعيش تحت كنف الدولة والقانون نريد أن نعيش تحت مظلة لبنان موحد. بالعودة إلى تورط حزب الله في القتال بسورية كيف تقرأ هذا التورط وتداعياته على في لبنان ؟ - إن مشاركة حزب الله في القتال والحرب الدائرة في سورية خطأ لا يبرر إطلاقا تحت أية حجة من الحجج وما كان ينبغي أن يحصل، فهذا الأمر لا يعود على اللبنانيين بشكل عام بأية مصلحة بل على عكس ما يقال، إن هذا التورط يضر بنا كثيرا ويجلب المخاطر عليهم. فحمايتي كلبناني أن أكون جزءا من مجتمعي ومن عالمي العربي، نحن جزء من هذا العالم العربي وأن تدخل فئة خاصة إلى معركة بعنوان طائفي يمثله حزب الله فهذا أمر لا يمكن القبول به، حتى لو كانت هذه الفئة قوية، فالقوة ليست معيارا للحق، كذلك فإن الحزب ليس لديه أي تفويض بأن يرسل أبناءنا للموت خارج الوطن؛ المقاومة هي مقاومة ضد إسرائيل فقط لا غير، فعلى أي أساس علينا أن نقاتل في سورية وأن نقاتل السوريين في أرضهم ؟ وعلى أي أساس نقاتل مسلمين سوريين ؟ أمر معيب أن نتهم شعبا بكامله أنه من العملاء نحن غير مسؤولين عن تحمل وزر أعمال فئة وما يقوم به حزب الله هو عمل عسكري وفقا لأجندة سياسية ونظام مصالح خاص، وبالتالي يرد عليه بالسياسة منعا لاستجرار الفتنة إلى مجتمعاتنا. فأي موقف يدفع إلى نهايته ينقلب على نفسه. هل أنت خائف على الغد ؟ وهل أنت متخوف من الفتنة ؟ - هناك أزمة لا يمكن تجاهلها، وفي لبنان هناك تمظهر لنزاع إقليمي، أحد أطرافه إيران التي تريد أن يكون لها دور أكبر في المنطقة، وهنا أقول لنزع الفتنة وتجنيب مجتمعاتنا العربية والإسلامية الحروب والفتن، علينا أن نباشر وبشكل عاجل إلى حوار تقوده المملكة لما لديها من دور ومكانة في العالمين العربي والإسلامي من دون أي تدخل خارجي، هذا الحوار من شأنه أن يحل جميع المشاكل عبر توفيق بين مصالح الجميع، فالعلاقات بين الدول تقوم على المصالح المشتركة. وأنا قد دعوت لذلك ليس الآن بل منذ سنوات في المحافل الدولية والعربية والإسلامية وفي الجامعة العربية. أنا خائف من أن تذهب الأمور إلى أبعد مما يحصل وهنا الكارثة، علينا تجنب ذلك بالعمل على انعقاد هذا الحوار الذي فيه كل المصلحة للعرب والمسلمين.