الدراسات تقول إن الأنشطة التي يمارسها الإنسان في أوقات فراغه، يؤديها بدوافع ذاتية أو اجتماعية بهدف التسلية والترفيه واكتساب المعرفة، كما أن المجتمعات الحديثة تهتم أكثر من أي وقت مضى بأنشطة أوقات الفراغ وكيفية قضائها والاستفادة منها من قبل فئة الشباب والمراهقين، ولذلك فإن الفراغ بوصفه مفهوما لغويا معرفيا تتحدد إيجابياته أو سلبياته من خلال نوعية الممارسة السلوكية لأي نشاط في ضوء المحددات المقننة على مستوى الفرد والمجتمع. 50 مصباحا منيرا في برنامج «اصنع مهارة» الذي تقيمه لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في أحياء الروضة، الريان، الواحة، الاتصالات.. وجد أكثر من 50 شابا مواقع لهم لممارسة العمل التطوعي، بعد أن تمت الموافقة بناء على خبراتهم في العمل التطوعي، ما عكس نوعية العمل المقدم في البرنامج. وأكد المشرف على برنامج «اصنع مهارة» نايف الهاجري أن المتطوعين تم اختيارهم عن طريق السيرة الذاتية لطالبي العمل التطوعي في البرنامج، مبينا بأنه تم الإعلان عن البرنامج عن طريق الإنترنت وتقدم أكثر من 200 شاب، وتم اختيار 50 متطوعا بناء على سيرتهم وتخصصهم في عملهم وممارستهم للعمل ومدى حاجة البرنامج لهم. وأضاف الهاجري أن كثيرا من الشباب حريصون على العمل التطوعي وهناك إقبال كبير وحماس طيب. وأشار الهاجري إلى أن تنظيم أوقات الفراغ عند الشاب له أهمية كبيرة من أجل إشباع رغباته وانفعالاته وقدراته الإبداعية بالهوايات والأنشطة اليدوية والاجتماعية التي يمارسها حيث إن الفراغ مفسدة، كما أن أوقات الفراغ إذا لم تشغل بما هو خير ونافع فإنها ستشغل حتما بما هو ضار. وأوضح الهاجري أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش دون تفاعل مع مؤثرات الحياة المختلفة وأنشطتها المتنوعة، وهذا يختلف من شخص إلى آخر، فالأنشطة التي يمارسها الإنسان في أوقات فراغه، يمارسها بدوافع ذاتية أو اجتماعية بهدف التسلية والترفيه واكتساب المعرفة، كما أن المجتمعات الحديثة تهتم اليوم أكثر من أي وقت مضى بأنشطة أوقات الفراغ وكيفية قضائها والاستفادة منها خاصة لدى فئة الشباب. المتطوع عبدالعزيز صالح القاضي الذي يعمل في الشركة السعودية للكهرباء والمهتم في التطوير والتدريب قال إن ما يميز العمل التطوعي هو دافعية الأفراد للعمل، وأضاف أنه يعمل منذ أربع سنوات كمتطوع في برنامج «اصنع مهارة»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن البرنامج رائع ويتيح لعدد كبير فرصة العمل التطوعي كما يتيح فرصة لتقديم التدريب للمجتمع، فمجال البذل والعطاء متاح وهو مجال تكوين الخبرات. من جانبه، يرى المتطوع محمد الفهيد، والذي يعمل في الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، أن العمل التطوعي في برنامج «اصنع مهارة» عمل منظم ورائع، مبينا أن سبب نجاح العمل في البرنامج هو هيكله التنظيمي، لافتا إلى أنه مارس العمل التطوعي في عدد من الدول ولديه خبرات سابقة في هذا المجال. وأبان الفهيد بأن رصيده في العمل التطوعي سيضاف له 120 ساعة بعد نهاية برنامج «اصنع مهارة»، الذي أضاف له المزيد من الخبرات. أحمد حكم سالم الزرقي الطالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويعمل كعضو في نادي العلاقات العامة بالجامعة ذكر بأنه يمارس العمل ذاته في اللجان العاملة في البرنامج. وقال إن العمل التطوعي هو الغريزة في الإنسان التي تجعله يعمل مع الآخرين دون أي مقابل بدافع المساعدة والتنمية. مشيرا إلى أن الدافع الأساسي في التحاقه بالعمل التطوعي هو خدمة الوطن. وأشار الزرقي إلى أن العمل في برنامج «اصنع مهارة» أضاف له مهارة تنظيم الوقت وكانت تجربة فريدة من نوعها حيث استفاد خبرة في مجال الإعلام والعلاقات الاجتماعية وتعرف على الكثيرين، بالإضافة إلى صداقات مع شباب طموح في بيئة البرنامج التي تحث على العمل. أنور عبدالله الغامدي، الطالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يقول: «أمارس العمل التطوعي بشكل مستمر في نادي العلاقات العامة بالجامعة، كما أمارس التطوع منذ ستة أعوام في برنامج اصنع مهارة، مجالي هو التصوير والتنظيم، والإنسان يعشق النشاط والاختلاط بالآخرين ومن هذا الباب فإنني أبحث عن العمل التطوعي لما في ذلك من أجر و مساعدة للآخرين». الغامدي ذكر بأنه تقدم للعمل كمتطوع في برنامج «اصنع مهارة» من أجل قضاء أوقات الفراغ في الإجازة وكسب المهارة والخبرات، وأضاف: «استمتعت من خلال الأيام الماضية بانضمامي لمثل تلك البرامج التي تنمي حس المشاركة لدى الإنسان مؤكدا أن «الإجازة لم تشكل عائقا كبيرا بالنسبة لي حيث إنني أدرس في النهار وأعمل في المساء بما يتناسب مع أوقاتي واحتياجاتي». فرصة نادرة هاشم خالد السادة (طالب جامعي هندسة صناعية) قال «التحقت بالعمل التطوعي من خلال قناعتي الذاتية لأن العطاء سبب من أهم أسباب السعادة وتحقيق الذات، كما أنني تعلمت من العمل التطوعي قيمة وأهمية الوقت واستغلاله وقد اكتسبت خبرات إدارية وشخصية وهذا أفضل استغلال للإجازة بالنسبة لي». وأضاف السادة «أرى العمل التطوعي فرصة جميلة لاستغلال الطاقات واكتساب المهارات والمساهمة الفاعلة في الارتقاء بالمجتمع». وأشار إلى أنه وجد في «اصنع مهارة» القدرة التنظيمية العالية وروح العمل الجماعي بين أفراده وأن له أثرا بالغا وبصمة واضحة في الأنشطة الصيفية في المنطقة الشرقية بما يقدمه من دورات رائعة في مختلف المجالات. الدكتور فواز السيف قال إن الشباب يحتاجون من يحرك طاقاتهم في أماكن مهيئة لهم ليستثمروا فيها الطاقات والمواهب، مشيرا إلى أن الشباب المتطوعين في برنامج «اصنع مهارة» هم أصحاب مهارات عالية والبعض منهم قدم مبادرات مفيدة وآخرون لهم إنجازات والبعض منهم قدم اقتراحات وشاركوا في تطوير بعض الأفكار. وأشار الدكتور السيف إلى أنه «تم التسجيل في البرنامج من خلال الشبكة العنكبوتية ليتم انتقاء الشباب المتطوعين بعناية من أجل البحث عن أشخاص مميزين ليكملوا معنا نجاح البرنامج ليكون العمل متكاملا وذا جودة».