يستطيع أي مواطن التفرقة ما بين حدائق الشمال من حيث التنظيم والاهتمام والكماليات وما بين نظيراتها في وسط وجنوبجدة، إذ أن الحدائق في الشمال تجد الاهتمام والعناية وفقا لسكان أحياء جنوبيجدة ولكنها في الجنوب تعيش في دهليز النسيان، مثل مسافر في صحراء تغيب فيها الظلال. وأجمع عدد من سكان وسط وجنوبيجدة بأن الجهات المسؤولة تتجاهل مواقع عدة من حدائق الجنوب فهي متروكة على حالها ببساطتها وأتربتها ونخيلها وشجرها اليابس الذي تلاشى منه اللون الأخضر، مؤكدين في نفس الوقت بأنها حدائق ولكنها في الحقيقة ليست بحدائق فهي مجرد مساحة جرداء تثور في ساحاتها الأتربة. «عكاظ» تجولت في عدد من حدائق وسط وجنوبيجدة وكشفت الفرق بين هذه المساحات الخضراء ونظيراتها في الشمال. كما التقت عددا من سكان جنوبيجدة الذين تحدثوا عن الإهمال الذي يطال هذه المواقع. في البداية أوضح أحمد كمال طالب في المرحلة الثانوية بقوله: أسكن في جنوبجدة منذ فترة طويلة جداً ولا يوجد لدينا حديقة عامة، والآن بدأ العمل في إنشاء شبه حديقة ولكن لا أعلم متى سوف ينتهي هذا المشروع، فنحن كشباب نحتاج لأماكن ترفيهية قريبة من منازلنا نستطيع من خلالها التنفيس عن أنفسنا. ويضيف كمال: أما فيما لو اشتهت أنفسنا الترفيه فلا نستطيع الوصول لأقرب حديقة فأغلب حدائق جدة يصعب الوصول إليها، إذ لا توجد لوحات إرشادية توجيهية تحدد مكان وموقع الحديقة. وقال كل من الشقيقين عماد وطه السندي والحزن يكتسي ملامحهما: الآن نحن في العطلة الصيفية ولا ندري ما خططنا ولا نعلم إلى أين نتجه فنحن ما زلنا طلابا، وبعضنا لا يمتلك وسيلة مواصلات ثابتة وعدم وجود حدائق عامة كبيرة داخل أحيائنا يجعلنا نتجه إلى الأحياء الأخرى وبالفعل لا يوجد لدينا ما يمتص طاقاتنا وهذا ما يجعلنا نفكر كثيراً في كيفية استغلال وقتنا في شيء مفيد، ولأنه لا توجد في أحيائنا حدائق فنحن نسهر على قارعة الطرق. وقال عبدالله باموسى: لا يمكن المقارنة بين حدائق الشمال والجنوب، فحدائق الشمال تتميز بالأشجار الوارفة والمساحات الشاسعة والتنظيم السكاني وسهولة الوصول إليها، بالإضافة للاهتمام المبالغ فيه من حيث سقيها بالماء وتقليم اشجارها وتوفر ألعاب الأطفال وملاعب لكرة القدم وكرة السلة وغيرها من النشاطات التي يستطيع من خلالها سكان الحي المجاور للحديقة التمتع بها على أكمل وجه دون تكبد عناء البحث عن بديل. ويضيف باموسى: مطالبنا ليست صعبة فتوفير الحدائق أمر سهل وهين، والمواطن هو عين الرقيب، فعندما يرى المواطن أن الحي الذي يسكنه تتواجد به مساحات كبيرة خصصت من قبل الجهات المعنية أساساً لتكون حديقة عامة يرتادها المواطنون فإنه يتساءل أين الحدائق والمساحات الخضراء في الحي. وقال سعيد باعطية من سكان حي مشرفة: حي مشرفة يعتبر من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، ناهيك عن تاريخه المشرف والقديم وفي قديم الزمان كان يعتبر من الأحياء الراقية ومنذ ذلك الحين وإلى الآن لا يزال حي مشرفة لا توجد به حديقة عامة كبيرة تستوعب الكثير من العوائل. وسائل الترفيه أضاف باعطية أن حي مشرفة به آلاف الأسر التي تبحث عن موقع للترفيه بعيدا عن الشقق السكنية، متسائلا: إلى متى تظل الكثير من أحياء جنوبجدة تفتقر لأبسط وسائل الترفيه التي تتلخص بمساحة أرض بسيطة تتخللها شجيرات وعدد قليل من الألعاب لترفيه الأطفال وملاعب للترفيه على الشباب؟.