وسط الاهتمام المتعاظم والمتزايد بالحدائق العامة في المواقع الاستراتيجية واتجاه الابصار كلها إلى منطقة الكورنيش وبحرها الزاهي.. تناست العيون الحدائق الصغيرة في الأحياء فعادت مهملة تعج بالنفايات.. واقع محزن وصمت مطبق وألعاب محطمة بفعل الإهمال أو العبث أو النسيان والغفلة. الاتهام يطال قلة الوعي بين الرواد الذين أحالوا تلك الحدائق إلى مرمى للنفايات لتعاني ما تعاني أيضا مع قلة الصيانة أو غيابها. ويقول سكان بعض أحياء جدة إن العناية بالحدائق تتباين من حي إلى آخر. أين الوعي؟ تقول نورة خالد: إن الاهتمام بالحدائق من المواطن دليل وعيه إلا أنه من واقع مشاهدة حديقة الحي الذي تقطن فيه وصلت إلى قناعة عن قلة الوعي لدى البعض، حيث أحالوا الحديقة إلى مرمى صغير للمخلفات، فلا بد لمرتادي الحدائق والمرافق العامة رفع سقف مسؤوليتهم. محمد سلطان يرى أن بعض سكان الحي جعلوا من حديقة الحي مرمى للنفايات، الأمر الذي شوه منظرها الحضاري وجعلها عرضة للحشرات. وقال إنه شخصيا اضطر للذهاب إلى حديقة حي آخر لا توجد بها بقايا المخلفات، ويتساءل: ما ذنب المواطن الحريص على الحفاظ على المرافق التي تخدمه؟ معاقبة العابثين عصام حسين يؤكد على أهمية تفعيل عقوبات وغرامات بحق المخالفين فمن غير المعقول كما يقول تشويه الحدائق برمي مخلفات السكان أو حتى البناء في حدائق من المفروض أن تكون للسكان بغرض الترفيه. وانتقد حسين التباطؤ في صيانة الحدائق ومعالجة أعطالها. لا فرق بين الجديد والقديم لمعرفة جهود أمانة جدة تجاه الصيانة الدورية لحدائق الأحياء استطلعت «عكاظ» رأي مدير عام الحدائق والتشجير المهندس مشبب العبدالله فقال: إنه ليس هناك فرق في مستوى الحدائق بين الأحياء القديمة والأحياء الحديثة، إذ أن جميع الحدائق التي أنشئت منذ بداية التشجير في مدينة جدة منذ عام 1398ه تمت بجهود ذاتية من البلدية الفرعية آنذاك وإدارة الحدائق وفق الإمكانيات المتاحة وعند اعتماد أول مشروع حدائق عام بميزانية 1426-1427ه تم توزيعها على جميع أحياء مدينة جدة القديمة والحديثة. هنا يكمن الفرق وأرجع مدير عام الحدائق أسباب اختلاف حدائق الأحياء الحديثة عن القديمة إلى أن المساحات المخصصة كحدائق كانت في الأحياء القديمة عبارة عن مساحات صغيرة كون تلك الأحياء مخططة منذ فترة طويلة ولم نراع فيها زيادة مساحات الحدائق. وفي الأحياء الحديثة تم التخطيط وفق معايير تخطيطية ومعمارية دقيقة روعي فيها زيادة المساحات الخضراء وزيادة المساحات ساعدت على عمل تصاميم زراعية للحدائق أفضل من الموجودة في الأحياء القديمة، علما بأنه تم إنشاء عدد من الحدائق في الأحياء القديمة بنفس مستوى حدائق الأحياء الحديثة من خلال مشاريع إنشاء الحدائق بالإدارة العامة للحدائق والتشجير مثل (حديقة أنس بحي الروابي وابن القيم في نطاق بلدية الجامعة وأيضا حديقة الأربعين بنطاق بلدية البلد)، وجار إنشاء عدد من الحدائق الجديدة في الأحياء القديمة في جنوب منطقة جدة. أما فيما يخص أعمال الصيانة الدورية فهي تتم من خلال جداول زمنية دورية بإشراف ومتابعة الإدارة العامة للحدائق والتشجير.