ثمة أحياء في مدينة حائل متخمة بسلسلة من المخالفات، أحواش مهجورة، منازل متصدعة تؤوي المتخلفين، شوارع تطفح بمياه الصرف الصحي، علاوة على أعداد كبيرة من العمالة الوافدة التي تجوب الشوارع صباح مساء، حوادث متكررة أمام المدارس والميادين العامة، ومطبات صناعية أزعجت الزائرين، صورة تتجلى في كافة الأحياء العشوائية بدءا من العزيزية إلى حي المنتزه الغربي إلى شمال المطار، البلد، الخماشية، شراف، والبادية. عند تشريح الوضع في حي البادية، فإن أول ما يشد الانتباه هي البيوت التي أهملها أصحابها منذ سنوات طويلة ليكتوي بنارها النازلون بجوارها ما حدا بهم إلى إبلاغ الأمانة وشرطة المنطقة، بينما في حي حارة عمار والمطار بقيت المحال فيه شاهدة على الماضي تصارع بين حريق يندلع نتيجة عبث أطفال وتكدس نفايات السكان والمارة، وهو ما جعل سكان الحي يطالبون باستغلال الأرض المقامة عليها تلك المحال المهجورة لتوسيع الحديقة المجاورة أو تشجير المكان، ولكن لم يجد الأهالي تفاعلا من أحد في تبديل الأوضاع. ويكتظ حي العزيزية بالعمالة الوافدة إلى حد أنها أصبحت تزاحم سكان الحي على البيوت وسيطرت عليها وهذا ما أثار الرعب في قلوب أغلب السكان الذين باعوا بيوتهم والبعض عرضها للإيجار خوفا على الأطفال والنساء من تبعات السكنى. وهنا يقول فهد الشلاقي (وهو من سكان العزيزية): «اضطررت إلى عرض منزلي للبيع كوني لم أعد أستطيع الخروج من المنزل وترك عائلتي بمفردها فيه وغيري من السكان أصبح يخشى الخروج في ساعة متأخرة من الليل ويرفض ذهاب أبنائه للصلاة من شدة الخوف ومن تنامي ما يسمعون من تخصيص المنازل الشعبية في الحي من قبل العمالة لمصانع خمور». ويتناسى سكان الخماشية في حائل كل ما تنفذه أمانة المنطقة من تنظيف وتشجير في الحي بسبب عجز الأمانة عن سحب بركة مياه تتوسط الحي غذت الحي بالبعوض الذي أقضى مضجع السكان. وللسهر والإزعاج عنوان في حي أجا، فالحي السكني منحت واجهته لمقهى شعبي يزود الساهرين بالشاي والشيشة وبسكان الحي بالإزعاج والدخان الأزرق. في حي المصيف، يقول بدر العلي: يعاني الحي من عدم وجود إنارة في الحي وانقطاع في السفلتة وإهمال من عمال النظافة، عجت بقايا بناء الفلل والعمائر السكنية في هذا الحي الذي أصبح مكانا للحشرات الغريبة فكل من انتهى من عملية بناء منزله يقوم برمي بقايا (الأسمنت والبلك والخشب) التي كان يستخدمها لتبقى عبئا على الحي وعلى سكانه الذين لا حول لهم ولا قوة. وعلى الرغم من أن حي المصيف يعتبر من أجدد الأحياء في حائل، إلا أنه من أسوئها خدمات. إزاء كل ما ذكر، أوضح ل «عكاظ» مصدر في أمانة حائل (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن هناك لجانا حكومية مشكلة من عده جهات لدراسة الأحياء السكنية ومدى حاجتها من المشاريع التنموية التي ترتبط بالأمانة. وعن البيوت المهجورة أبان المصدر أنها أملاك خاصة تستوجب تدخل جهات عليا في ذلك، مشيرا إلى أن هناك عملا مقبلا للنواحي التنظيمية في أحياء حائل، وبدأ منذ العام الماضي تدارك أوضاع الأحياء والمساهمة في رقيها حسب الجهود الذاتية التي توفرها أمانة المنطقة.