يبدو أن أصحاب الشاليهات في حقل وضعوا هدف التربح السريع أمام أعينهم دون أن يوفروا أبسط الخدمات أو المعايير التي فرضتها هيئة السياحة والآثار في إطار خطط الارتقاء بالسياحة الداخلية، واعتبروا أن موسم الصيف هو الوليمة الدسمة التي ينتظرونها طوال السنة. ورغم توجيهات إمارة تبوك بتكثيف الجهود مع بدء موسم الصيف، والعمل على توفير الخدمات والارتقاء بها، وضبط أسعارها بما يتناسب ومستوى الخدمة المقدمة، وتقديم البرامج والفعاليات التي تناسب جميع أفراد الأسرة ليستمتع المواطنون بسياحة الداخل، إلا أن شاليهات وشقق حقل ابتعدت عن تطبيق تلك التعليمات، واستمرت في مضاعفة الأسعار، ضاربة بالجولات التي يقوم بها مسؤولو هيئة السياحة عرض الحائط، فيما استمرت الخدمات المقدمة دون المستوى المأمول. ويرى العديد من السياح أن أكبر العوائق التي تحد من التوسع والازدهار في السياحة الداخلية هي زيادة الأسعار وقلة وتردي الخدمات التي تقدمها بعيدا عن الرقابة، وناشدوا الجهات ذات العلاقة بتصنيف الشاليهات ودور الإيواء حسب فئاتها وتحديد كل فئة بسعر معين ووضع رقم للشكاوى والحد من تلك المخالفات التي تظهر كل عام بمجرد حلول فصل الصيف والإجازات. في البداية تحدث أحمد الكثيري قائلا: مر على بعض الشاليهات عقود من الزمن وما زال مستوى وسائل السلامة فيها شبه معدوم، بالإضافة إلى تدني مستوى النظافة، فيما ارتفعت أسعار إيجاراتها لتصل إلى فئة 5 نجوم، إذ يبلغ سعر الشاليه في اليوم الواحد 600 ريال للغرفتين والمسبح الصغير، بينما يصل سعر الشاليه ثلاث غرف وصالة الى 1000 ريال. ويجزم علي المسودي أن الشاليهات تتنافس على المغالاة في الأسعار، لا تقديم الخدمة وجذب السياح، فالخدمات المقدمة دون المستوى، فيما تنعدم الخدمات في بعض الشاليهات، مطالبا فرع هيئة السياحة والآثار في تبوك بإلزام أصحابها بسعر محدد وليس تبعا لأهواء الملاك وأحوال السوق وفرص الإجازات. ويرى عبدالمجيد العامري ضرورة استحداث قائمة لتحديد الأسعار من قبل السياحة، مطالبا بتوفير رقم للشكاوى والإبلاغ عن المخالفين وتغريمهم فورا أمام السائح، وليس الاكتفاء بالإنذار، ما يسهم تماما في استقرار الأسعار، لافتا إلى أن الجميع يشكو من ارتفاع الأسعار كونها لا تتناسب مع ذوي الدخول المحدودة، نظرا لغلائها حتى أصبحت ظاهرة موسمية ما يضطر الأهالي إلى السفر إلى الخارج حيث قلة الأسعار والخدمة الأفضل، على حد قوله. «عكاظ» حاولت التواصل مع المدير التنفيذي لفرع هيئة السياحة والآثار في مدينة تبوك ناصر بن أحمد الخريصي إلا أنها لم تتلق ردا.