من جداول وزواريب الهروب من أجواء العمل الصحافي استطاع هاشم الجحدلي أن يهرب إلينا وإلى المتلقي الذي يعرف إبداعاته الشعرية التي حمل بعضها ديوانه المطبوع الأول «دم البينات» التي كانت لا تعرف إلا في مساءات ولقاءات المبدعين من المثقفين العرب الذين يلتقي بهم أو هم يلتقون به في بعض اللقاءات التي تجمع المثقفين العرب على هامش الملتقيات والمهرجانات ومعارض الكتاب.. وما إلى ذلك. الديوان من منشورات النادي الأدبي بحائل، وصدر عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت. الجحدلي، الذي يحضر لطرح ديوانه الثاني، كان قد قدم في ديوانه الأول «دم البينات» الكثير من إبداعاته، منها قصائد «الجفوة، تهافت النهار، تساؤل، قصيدة اللوعة، أشتات الغياب، احترق ريثما ينزل المطر، سدرة ما...، ذاكرة لشجيرات البحر، الأرض البعيدة، معلقة المرأة، قصيدة الجسد، حالات الأثر، اعتذارية متأخرة، خماسيات الفتنة، عيدية، قصيدة المحبة، غزل شمالي، تداخلات مع الجوع والصمت والأسئلة»، كما اعتمد عملين بأشكال متعددة، فقصيدة المواقف قدمها بلوحات شعرية ثلاث، وهي: «موقف الخروج، موقف الوعد الحق، موقف الليل»، أما عنوان ديوانه «دم البينات»، فقد جاء في أشكال سبعة، وهي «البداهة، اجتهاد، متتالية، سيرة، وحدة، ريبة، خليقة». وفي لوحة «البداهة» يقول هاشم الجحدلي: في انحناءة غصن وحيد تلعثم طفل يبوح بأسراره للقصيدة في وردة تسكن الريح كان اختبائي.. فكيف إذن، لا تكونين أنت سمائي. وفي لوحته «اجتهاد» ضمن قصيدته «دم البينات» يقول: ربما يذبل البحر في جوف صمتي أو في ارتباك الحجارة.. أو عندها نتذكر أن المضرج بالشعر والعشق يوما سيبلى.. أرى أن نموت جميعا. تشعر كقارئ أن طرح الجحدلي لديوانه هذا، وكأنه بعض الإجابة لكثير من الأسئلة التي يوجهها له زملاؤه في كل ملتقى وهامش: أين دواوينك يا هاشم، أين ما نستمتع به من فيك في الأمسيات.