وضع عدد من أهالي كيلو 6 (حي الجامعة) همومهم واحتياجاتهم على طاولة بلدية الجامعة الفرعية، مؤكدين أن الحي رغم أنه من المواقع العريقة في عروس البحر الأحمر إلا أنه ما زال يتنفس برئة الإهمال وأن معاناتهم تكمن في القضاء على الفئران التي حفرت خنادق وكهوفا تحت منازلهم المتواضعة وشبه المتهالكة والقديمة، ناهيك عن كثرة الشوارع الداخلية الترابية والتي لا يعلمون حتى الآن لماذا لم تتم سفلتتها وإلى غيرها من الاحتياجات. وأجمع الأهالي على أن الحي مقسم إلى عدة أسماء منها الحفرة نسبة إلى انخفاض الأرض في هذا الموقع، فضلا عن حي الطحينية ومشهد صلاة العيد ، وبالنسبة للطحينية فلا أحد يدري لماذا أطلق هذا الاسم على هذا الموقع بالذات. «عكاظ» تجولت في أزقة الحي وشاهدت ثمة مركزا للغاز يتوسط الحي ويمكن أن يشكل قنبلة موقوتة، فيما أوضح أهالي الحي أنهم لا يدرون لماذا بقي مركز الغاز وسط الأحياء طيلة هذه السنين؟. حسن محمد المقعدي 34 عاما من سكان الحي قال: منذ أن ولدت في هذا الحي (الجامعة) والوضع لم يتغير كثيرا عن ذي قبل باستثناء ازدياد عدد السكان من غير المواطنين بل أصبح الحي الجامعة مقصدا ومرتعا لكثير من الجنسيات المخالفة وغير المخالفة، ولكن تظل المسألة أفضل من ذي قبل بجهود الجهات المختصة التي تضبط إيقاع الأمن في الحي، موضحا أن أغلب معاناة الأهالي تتمثل في الفئران التي أصبحت تشاركنا منازلنا ولكن من الأسفل فهي تحفر خنادقها بكل سهولة ورغم أنا نادينا كثيرا للجهات المعنية والتي تجاهلتنا في أوقات كثيرة ولا أعلم سر هذا التجاهل الأبدي. ويضيف المقعدي بقوله: ناهيك عن الطرقات داخل الحي والتي تحتاج لكثير من الاهتمام والسفلتة، كما نطمح لهدم البيوت المهجورة والتي أصبحت مرتعا خصبا لضعاف النفوس. ويشاطره الرأي حامد حسن الشمراني والذي قال: شب حريق مؤخرا داخل أحد البيوت المهجورة بسبب الألعاب النارية التي كانت بحوزة بعض المراهقين من سكان الحي وأنا بصراحة لا ألقي اللوم عليهم فلو هم وجدوا أماكن ترفيهية داخل الحي لما وصل الحال بهم إلى هذا الحد. موضحا أن رجال الدفاع المدني بذلوا جهودا مضنية لإخماد الحريق خاصة وأن شوارع الحي ضيقة ولا تتسع لمركبات الإطفاء. ويضيف الشمراني: الحي مصنف إلى عدة مسميات داخلية ولكن لا أعلم حقيقة ما هو سر هذه التسميات فهناك مربعا أطلق عليه اسم (الطحينية) وأيضا (الحفرة) والتي أطلق عليها هذا الاسم نظرا لمستوى الأرض غير المتوازي مع بقية أجزاء الحي، وأيضا المشهد وهو معروف بأنه مخصص للمصلين في الأعياد وغيرها من المناسبات التي تقام في داخل الحي، ودعني أوضح لكم مسألة وهي تكدس بعض الجاليات الأفريقية والتي تستغل مساحة كبيرة من حي الجامعة ولا أدري ما هو سر تواجدهم الكثيف في الحي ؟ فبينهم الكثير من اللصوص الذين يقعون في أيدي الجهات المختصة. ولا يبتعد عنه كثيرا في الرأي المقيم محمد حسن (مصري الجنسية) إذ يقول بأن هناك جزءا يتميز بالهدوء النسبي في حي الجامعة ولا نستطيع التعميم بأن الحي سيء بالكامل، ولكن تظل هناك مسألة نسبة وتناسب ففي جميع أحياء جدة وخاصة الجنوبية منها توجد الكثير من العوائق ونقص الخدمات والسلبيات ولكن دعنا نسأل أنفسنا لماذا الأحياء الجنوبية فقط هي التي تتميز بالمشاكل دون غيرها من أحياء جدة، الإجابة متروكة لدى الجهات المعنية والتي تعتبر هي المسؤولة أولا وأخيرا عن ترتيب العشوائيات. وأضاف بقوله: حاليا أصبح الوضع مخيفا داخل الحي فهناك الكثير من المنازل التي أصبحت آيلة للسقوط في أي وقت إما لعمرها الزمني الطويل أو بسبب عوامل البيئة أو بسبب الفئران التي تحفر أسفل هذه المنازل وهذه نقطة مهمة جدا لا يجب الاستهانة بها. من جهته، أوضح عزي عبدالله بقوله: نادينا كثيرا بخصوص أنهار المجاري التي تتوسط بعض شوارع الحي وخاصة الضيقة منها ولكن لا حياة لمن تنادي سواء كان من قبل الجهات المعنية أو أصحاب المنازل التي تتسرب منها تلك المجاري، مخلفة بذلك عدة أمراض وأوبئة تنتشر هنا وهناك ولا أعلم إلى متى سوف يستمر هذا الوضع على ما هو عليه، أضف إلى ذلك تدني مستوى النظافة داخل بعض الأزقة. نابشات القمامة يعج حي كيلو 6 بنابشات القمائم كما هو الحال لبعض أحياء جنوبجدة، إذ أن هناك أعدادا كبيرة من الأفريقيات اللواتي ينبشن القمائم بحثا عن علب المشروبات الغازية وأسلاك النحاس والتي يتم بيعها لمحلات بيع السكراب، كما يزخر الحي بقائمة طويلة من المنازل المهجورة والتي تعد مكانا لضعاف النفوس خاصة وأنها تقع في الأزقة الضيقة.