طعم الليل في حي الرويس وحاراته مختلف، فمن الأحواش المهجورة التي تسبب الرهبة والخوف إلى ظاهرة المراهقين من الجنسيات الأفريقية الذين يتواجدون في أزقة الحي في الساعات المتأخرة من الليل ويسببون الإزعاج للنائمين. وأجمعت البقية الباقية من سكان الحي الأصليين أن الحي يعج بالمخالفين وبمروجي الممنوعات الذين يتخذون من أزقة الحي ساترا لنشاطهم الإجرامي، مؤكدين أن الجهات المختصة تقف لهؤلاء بالمرصاد. وتابع أهالي الحي أن المشاهد العشوائية مترسخة في شوارع الرويس وتعلن عن نفسها بقوة وأن المتخلفين يختبئون في الأزقة الضيقة عند مداهمة جوازات المحافظة لشوارع وأزقة الحي. كل هذه المشاهد نجدها في حي الرويس الذي يعتبر من الأحياء العشوائية بعروس البحر الأحمر الذي قيل في تسميته انه تصغير ل«الرأس» ويعتبر الحي ذا موقع استراتيجي قريب من البحر لكنه يحتاج الى التنظيم. وفي الرويس تجد التاريخ ولكن تحاصرك أسئلة ساخنة وأنت تسير في شوارعه المتناقضة، حيث المباني المتهالكة بالقرب من المجمعات العملاقة وشارع فلسطين الشهير وطريق الملك والحمراء القديمة، وبين أزقته، فيه أشهر مقبرة في جدة مقبرة الرويس في الجزء الجنوبي فيما يعتبر شارع حائل وشارع السيد وبعض المراكز التجارية من أشهر معالم الحي. ويشكو أهالي الرويس من تكاثر الفئران كبيرة الحجم في وسط الحي غربي شارع حائل داعين البلدية والمجلس البلدي بالتدخل لحل مشاكل الحي المتراكمة. وفي جولة ل«عكاظ» لرصد مشاكل حي الرويس الواقع بمحاذاة الكورنيش الاوسط جرى رصد شوارع الحي وأزقته الضيقة، وكيف تبدلت أحوال الرويس بعد أن هجرها بعض سكانها الأصليين، وبقي البعض الآخر متمسكا بمنزله رافضا الخروج من الحي القديم. وأبدى عدد من أهالي الحي تخوفهم من وجود أعداد كبيرة من المراهقين في الساعات المتأخرة من الليل وهم يتجمعون في الأزقة ما يقلق أهالي الحي. يقول حمد الجهني: إن بعض أهالي حي الرويس «4» أبلغوا عن تواجد وتكاثر صغار السن في ساعات متأخرة من الليل، خاصة في حارة الينبعاوية جنوب وسط شارع السيد وفي شارع سلطان بن صقر، وأن بعض هؤلاء يشكلون عصابات داخل الحي، كما أن الشكاوى تمتد لأزمة المياه المتكررة كون الشبكة فيها ضعيفة وقديمة. وأضاف أن في الرويس حارات عريقة ومعروفة وفي منتصف الحي الغربي توجد حارة الحفيرة وهي مشهورة بكثرة المشاكل وعصابات ترويج المخدرات، التي تقف لها الجهات المختصة بالمرصاد. من جهته أوضح عبيد الله الحربي أن الأفارقة وخاصة الصوماليين هم من أكثر الذين يسكنون في الحي يليهم التشاديون ومن ثم الأثيوبيون ويلاحظ أن أغلب سكان الرويس الأصليين هجروه وتركوا منازلهم الشعبية دون عودة. وتابع أنه يوجد مركاز للصوماليين غربي شارع حائل في منتصف حارة الجحادلة والراصد لوجوه مرتادي ذلك المقهى يدرك ما آل إليه حال الرويس. واستطرد بقوله: أكثر ما يضايقنا الصبية الأفارقة الذين ينتشرون جنوب شارع السيد وتحديدا حارة الشروق وحارة الينبعاوية وهم يتجمعون في آخر الليل بالعشرات ويشكلون خطرا على أهالي الحي. وتابع أن أهالي الحي يطالبون بتنظيمه وتزويده بالخدمات اللازمة وتوسعة الشوارع الضيقة وإزالة المخلفات والتفتيش على المطاعم الشعبية ومعالجة تكاثر المخالفين ومروجي المخدرات في الحي. وتطرق محمد الجحدلي الى انتشار الفئران الكبيرة (الجرذان) وتكاثرها، لاسيما في الأزقة منتصف شارع السيد بجوار مسجد الرشاد وكذلك في الجزء الواقع غرب شارع حائل على مشارف حارة الجحادلة وأجزاء أخرى متفرقة من الحي بعد ان تركها سكانها الأصليون وتحول جزء منها الى مقرات لضعاف النفوس الذين يمارسون فيها بعض التجاوزات. وأضاف: نطالب بإعادة النظر في جدولة مواعيد ضخ مياه الشرب حيث يعاني كثير من أهالي الرويس من غياب المياه كون أغلب الخزانات في منازلهم صغيرة الحجم. من جهته حذر الدكتور هشام ايمن «طبيب عام» من انتشار الأمراض بسبب كثرة الفئران التي تنقل أمراضا فيروسية عديدة تصيب الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، موضحا أن الفئران تنقل إلى الإنسان أمراضاً كثيرة، منها الإسهالات، والحمى التيفودية، والكوليرا، والسل، والزحار، وبيوض الديدان الطفيلية، كما تنقل مرض الطاعون والبراغيث التي تعيش على جلدها وتتغذى من دمها. وقال عبدالناصر من سكان الحي: كنت أرى المنازل المهجورة والأحواش في الرويس، وفي بادئ الأمر اعتقدت ان لها ملاكاً مسافرين وسيعودون، إلى أن اكتشفت أن تلك المساكن تحولت إلى ملاذ ومساكن لضعاف النفوس. من جهته أوضح الناطق الاعلامي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف ناصر البوق بأن على الأهالي إبلاغ الشرطة فور اكتشاف أي مخالفات في الأحياء، وافاد بأن هناك جولات سرية على الأحياء ويجب على الأهالي التحدث معهم عند اكتشاف أي مخالفة. أما الحل الآخر فعليهم الاتصال على الرقم المجاني 6425550 وستقوم الشرطة فورا بتنفيذ البلاغ والتوجه ميدانيا إلى الحي المبلغ عنه. وأفاد البوق بأن الشرطة لا تتهاون بمثل تلك التجمعات، وبعضها يكون بشكل سري، وعلى الأهالي التعاون مع الشرطة حين الشعور بريبة تجاه تجمعات بعض الشباب أو غيرهم وإبلاغ الشرطة حتى يتم التعامل مع الحالات بشكل أمني سليم. مكافحة القوارض أمانة جدة أعلنت أن جزءا من حي الرويس يصنف ضمن المناطق العفوية وأنه مدرج في قائمة الأحياء المزمع تحسينها وإعادة تنظيمها وفق خطة تنفذها الأمانة، فيما تؤكد بلدية الشرفية أنها مهتمة بمكافحة القوارض وتبحث شكاوى الأهالي لتحديد مواقعها بالضبط والعمل على مكافحتها، فيما أكد نائب رئيس المجلس البلدي بجدة أنهم سينسقون لزيارة ميدانية للحي للاطلاع على شكاوى الأهالي والعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات المختصة وأنهم يرحبون بتلقي أي شكاوى من الأهالي لعرضها في اجتماعات المجلس.