قال استشاري طب وجراحة وتجميل العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي أن تداول مصطلح الماء الأبيض أو الأزرق في العين بين الناس لا أساس له، وهي تسميات أطلقت لحالات مرضية داخل العين. وأضاف «كثير من الناس سمع أو قرأ عن الماء الأبيض والماء الأزرق، وليس لديه فكرة واضحة عن هذه الأمراض، والتي تعد الأكثر شيوعا في مجال طب العيون، فالماء الأبيض ما هو إلا عتامة في العدسة البلورية داخل العين، فلو حصلت عتامة أو ضبابية داخل مكونات العدسة البلورية لأي سبب كان سميت هذه الحالة الماء الأبيض. وعلاجها سهل وبسيط جراحيا بواسطة تقنية الموجات الصوتية، ويزرع عدسة صناعية من مادة خاصة تلائم العين بعد إزالة الماء الأبيض وتكون دائمة ويستعيد المريض الإبصار خلال دقائق معدودة بفضل الله. أما الماء الأزرق، فهي حالة خاصة تتعلق بارتفاع ضغط العين وتآكل في العصب البصري مصاحب بضيق في المجال البصري تؤدي تدريجيا إلى العمى لا قدر الله، وعلاجه يتدرج من البدء بالعلاج الطبي المتمثل بالقطرات التي تقوم بخفض ضغط العين، أو باستخدام الليزر، وأخيرا الجراحة إذا لم تفلح الإجراءات السابقة في خفض ضغط العين». ويشير إلى أن اكتشاف الماء الأبيض أسرع من الماء الأزرق لأن المريض يلاحظ ضعفا في الرؤية، ما يدعوه للكشف المبكر وتشخيصه، وخطورة الماء الأزرق، أو ما يعرف بالجلوكوما تكمن في أنه ليس له أعراض، وقد يعاني منه الشخص لسنوات عدة دون أن يكتشف، ما يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة بالعصب البصري لا يمكن علاجها مع الأسف. وينصح د. المزروعي بعمل الفحص الدوري لقياس ضغط العين للكشف المبكر لحالات ارتفاع ضغط العين، ومن ثم معالجتها في مراحلها الأولية لتلافي ضمور العصب البصري أو العمى.