لا يزال سكان مركز هدادة التابع لمنطقة نجران ويبعد عنها نحو 160 كيلو متر، والبالغ عددهم «6» آلاف نسمة، ينتظرون منذ أكثر من «5» أشهر انتهاء أزمة المياه التي تكبدهم خسائر مادية كبيرة، نظرا لاستغلال أصحاب الصهاريج الوضع ورفع الأسعار إلى 500 ريال للصهريج الكبير، وهذا السعر مرتفع جدا بالنسبة إلى الكثير من الأسر التي تعيش على الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية. واتهم الأهالي متعهد جلب المياه بالتسبب بالأزمة، وكذلك فرع وزارة المياه في نجران، حيث أكد كل من هادي آل عون وظافر آل عوض وصالح آل الحارث وعوض الشرمان أن الحل الأسرع لتزويد المنازل بالمياه هو بإصلاح شبكة المياه المكسورة والمعطوبة جراء السيول في العام الماضي، التي كانت توصل المياه من الخزان. وطالبوا فرع المياه بأن يرفع مخصصات الأهالي من صهاريج الأمانة، وبأن يبادر إلى إصلاح المواسير وتمديدات المياه المكسرة، على أن تكون في أعماق تحميها من السيول في المستقبل، خصوصا أن عمقها كان قليلا، الأمر الذي أدى إلى تكسرها جراء السيول. وأشاروا إلى أن المنطقة فيها آبار جوفية قادرة على إطفاء ظمأ الأهالي، لكن الوضع لا يزال على ما هو عليه وكأن فرع وزارة المياه في نجران يصم عن مطالبة الأهالي ونداءاتهم المتكررة وشكاواهم. إلا أن أزمة المياه ليست الوحيدة على لائحة مشاكل المركز، فالطرقات لها نصيب أيضا، حيث إن الكثير من الشوارع غير معبدة وتفتقر إلى الإضاءة والنظافة. وأكد عدد من الأهالي أن مشكلتهم مع وعورة الطرقات لا تقل صعوبة عن أزمة المياه، مشيرين إلى أن هناك طرقات منسية، خصوصا ما يوصل منها إلى المركز الصحي ومجمع المدارس، حيث إن الطريق الذي يربط المجمع بالمركز يمر من خلال واد. وقال محمد الشرمان إن الأهالي ناشدوا المسؤولين في إدارة الطرق النظر إلى وضع أبنائهم، خصوصا مع هطول الأمطار، حيث إن السيول تمنعهم من الذهاب إلى المدارس، معتبرا أن الحل في إنشاء كوبري أو جسر يربط مجمع المدارس والبيوت المحاذية له بالطريق العام. وعن معاناة الأهالي مع المركز الصحي تحدث عبدالله آل عوض الذي قال إن المركز يفتقر إلى مختبر متكامل، مشيرا إلى أن تحاليل الدم لا تكون إلا ليوم واحد في الاسبوع، ما يعني أن على المرضى أن يوقتوا مرضهم في هذا اليوم. وأضاف: أما طبيب الأسنان الوحيد في المركز فيسكن في مدينة نجران ودوامه على فترتين، لذلك لا يصل إلى المركز إلا وهو يعاني من مشقة الذهاب والعودة، الأمر الذي ينعكس على أدائه في متابعة جميع المرضى. ولا تقف شكاوى مركز هدادة عند هذا الحد، بل هناك مطالبات تتعلق بالشباب الذين يفتقدون إلى مواقع ترفيه. وقال محمد سالم: إن مواهب الشباب الرياضية ستظل مدفونة جراء عدم وجود ملاعب رياضية أو مواقع تتوفر فيها أجهزة رياضية أو حدائق عامة، يمارسون فيها هواياتهم. اعتراض الأهالي أكد رئيس المجلس البلدي في محافظة بدر الجنوب والمراكز التابعة لها علي سالم آل سالم أن أهالي هدادة يعانون من شح المياه رغم أن لديهم مشروعا للسقيا المجانية، لكنه غير كاف. وأضاف كما أن معاناتهم مع الطرق أيضا صحيحة، رغم أن البلدية وضعت عددا من العبارات للطريق الموصل إلى مجمع المدارس، إلا أن اعتراض بعض الأهالي أدى إلى نقل هذه العبارات إلى أسفل المركز وبالتحديد عند منتزه موعاه.