يصعب على الإنسان عندما يرتبط عوزه بكبر سنه فهناك العديد من الأسر تقبع في منازلها التي تعبر لهم المأوى الذي يحميهم من لهيب الشمس ظهرا ومن الكلاب الضالة ليلا. (أم محمد) تسكن بعشيماء جازان لديها منزل وسيع ولكن لم تعد تقدر على فرشه واستكماله لكي يكون مكانا مهيأ للسكن، حيث تعرض لحريق في أحدى السنوات وفقدت جميع أثاثها، تقول: بعد حريق المنزل سكنت في غرفة واحدة فقط وتركت البقية نظرا لضيق اليد. وشكت السيدة من لهيب الشمس الحارقة قائلة: تسكن معي الشمس ولم أجد طريقا للمدارة منها، فكلما ودت الذهاب لدورة المياه شعرت بلهيبها يحرق رأسي وحرارتها تحسس بقدمي فأنا لدي مطبخ وصالة وثلاث غرف ولكن كما رأيتم غرفة واحدة فقط أعيش بها أنا وولدي المعاق. وأشارت أم محمد إلى أن لديها ولدا معاقا يبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين قائلة: عندما تعرض منزلنا للحريق أصيب بجلطة أدت إلى إعاقته لأنه كان على قرب زواج وقد فرش المنزل كاملا من أجل أن يسكن به هو وزوجته ولكن لم يكن هناك نصيب فقد حرق المنزل وولدي تعوق وأنا من أقوم به رغم مرضي ومعاناتي إلا أنني أحرص على عنايته. وأضافت: أكتفي بالطباخة الصغيرة حيث أعد عليها الشاي فقط فهذا ما يجود به منزلي، وعندما طلبنا منها أن تفتح الثلاجة التي أكلها الصدأ من جميع أطرافها قالت بأنها تعاني من عطل ولم يجد بها شيء سوى معدات منزلية رفعتها بها مرددة ثلاجتي أربعة أشهر لم يدخل بها زاد قط. أما منزل المواطنة سلام (متزوجة) والتي تقول: أسكن منذ فترة أنا وأمي وإخواني بذلك الحي ولكن أصبح الآن أشبه بأماكن المغامرات لأن جميع سكانه نقلوا نظرا لأمر تعديات الأمانة وتركت المنازل خاوية على عروشها ومهجورة وها أنا أعاني أشد المعاناة من ذلك المكان الموحش، حيث تكثر به الكلاب الضالة والحشرات السامة خاصة وأنا بجوار منزلي شجرة كبيرة تجلب تلك الحشرات وأمي سكنت هي وإخوتي بمنزل خاص بهم وأنا تركت وحيدة بذلك المكان ولا نملك قيمة إيجار كي نبحث عن غيره خاصة وأن زوجي لا يعمل ولا يستطيع العمل. وأوضحت سلام: منزلي يتكون من غرفة ومطبخ ودورة مياه ولكن تعرضت في أحد الأيام غرفة الصرف الصحي إلى انفجار أدى إلى ميلان مطبخي فأصبح الناظر له يظن بأنه سيقع في الحال. وأشارت أحد الأمهات: لدي أربعة أبناء واحد منهم فقط يعمل حارس أمن بأحد كليات جازان ويتقاضى 2500 فقط لا نعلم ماذا نعمل بها هي لإيجار المسكن أم لاحتياجاتنا أم لماذا خاصة أن البقية ما زالوا يدرسون.