العنف الأسري، ظاهرة موجودة في مجتمعنا، وواضحة للعيان تماما، ولا بد من التركيز على محاربتها وعلى تشديد العقوبات على من يمارسون العنف، ولا بد من توعية المجتمع في المدرسة وفي المسجد وفي البيت عبر كل وسائل الإعلام المتاحة، بضرورة الإبلاغ العاجل والفوري عن أي حالة عنف أسري تحدث في محيط أي إنسان ولو كانت حالة اشتباه. لا بد من غرس هذه الثقافة لتحل بديلا عن ثقافة «البيوت أسرار مالنا ومالهم»، لا بد من أن يتكاتف المجتمع بأسره لحماية بعضه بعضا، ولا بد أن تتخلى حتى الأسرة في إطارها الضيق جدا عن حماية من يمارسون العنف ضد آخرين، زوج ضد زوجته أو أب ضد أطفاله، حتى لا نرى أكثر من يزيد في مجتمعنا. ولا بد من التعجيل بالإفراج عن نظام حماية المرأة والطفل الذي رفع به مجلس الشورى قبل ما يزيد على السبع سنوات، ليكون هناك رادع حقيقي لهؤلاء المعنفين. ولا بد لوزارة الشؤون الاجتماعية من أن تفعل خدمة البلاغات على الرقم المخصص لبلاغات العنف الأسري (1919) أكثر مما هو الآن، ليعمل على مدار الساعة وليس لفترات دوام تبدأ من الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء، لأن حالات العنف الأسري تكثر في فترات المساء وتحتاج لفعالية هذا الرقم، أو أن تتبنى الدولة إطلاق رقم مجاني موحد لغرفة عمليات مشتركة في كل القطاعات الأمنية والشؤون الاجتماعية والهلال الأحمر والمستشفيات لتلقي هذه البلاغات على مدار الساعة والتفاعل معها بسرعة كبيرة، الأمر الذي من شأنه حماية الأرواح وتحصين الأبرياء ضد المعنفين موتى الضمير.