ترتفع مباني قرية قدران التابعة لمحافظة المخواة بمنطقة الباحة، على سفح ربوة غير بعيدة من طريق عام يمثل شريانا رئيسيا يربطه أكبر محافظتين في تهامة (المخواة وقلوة) ولا تبعد عن الأولى سوى بضعة كيلومترات، ما جعل نواحي القرية مكاناً متميزاً لبناء الاستراحات الخاصة التي يهرع إليها الأهالي حينا بين فترة وأخرى طلباً للراحة والاستجمام، كما تعد القرية بوابة رئيسية لمنتجعات وادي مليل والسيتاء المحاذية للقرية وكذلك للمتجهين نحو جبلي شدا الأعلى وشدا الأسفل ووادي ناوان لاقتناص لحظات من المتعة في مواقع تشكل قبلة للزوار من داخل المملكة وخارجها، وبالرغم مما ذكر إلا أهالي قرية قدران يشكون تردي الخدمات البلدية أو غيابها الكلي. وأوضح ل «عكاظ» كل من أحمد العمري، صالح سبتي وعبدالعزيز عبدالله العمري أن القرية تشكو غياب حزمة من المشاريع الخدمية أبرزها السفلتة، الأرصفة والتشجير، وبينوا أنهم تقدموا للجهات المعنية بعدة طلبات منذ عام 1427 - 1433ه دون أن تتحرك الجهات المعنية حتى الآن. وبين كل من منسي العُمري، خالد العمري، ومحمد عبدالله أن أغلب شوارع القرية الرئيسية تشكو غياب الأرصفة واللمسات الجمالية التي تشعر الأهالي وعابري الطرق المحاذية بجمال وجاذبية قريتهم الوادعة. وأكد كل من أحمد العمري وسعيد العمري، تآكل الطبقة الأسفلتية للشوارع التي تمت سفلتتها منذ زمن بعيد، وتغيرت معالمها بفعل الزمن وحل الغبار مكان الأسفلت، وساهم بدوه في تلف إطارات المركبات وتحول من طريق يقدم خدمة للأهالي إلى سبب لمعاناتهم. أما جمعان العمري وجمعان صالح ومحمد علي العمري ومحمد سعيد فيرون أن الطريق الذي يخترق القرية من منتصفها نحو المنتجعات والقرى والأودية والمراكز الأخرى يمثل معاناة حقيقية، كونه يتوسط القرية ويتسبب في مضايقة السكان والعوائل أثناء تنقلهم بين منازل الجيران، مؤكدين أن هذا الطريق يمثل مصدر إزعاج كونه يجعل القرية تعيش ضجيج السيارات المستمر في كل الأوقات، فضلا عن ضيقه الشديد وتسببه في تخلي السكان عن تربية المواشي التي تتعرض باستمرار للدهس وهو ما أدى بدوره لهجران الزراعة في المزارع المحاذية للقرية. وأضافوا، «نأمل من الجهات ذات العلاقة بنقل الطريق من منتصف القرية إلى أطرافها مع توسعته وازدواجيته ورصفه وإنارته وتجميله حتى يصبح إضافة جمالية، مؤكدين أن الطريق يعبره المئات من السياح والمواطنين والباحثين عن لحظات من المتعة في المنتجعات التي تمثل القرية بوابتها الرئيسية. وفي ذات السياق أبدى كل من أيمن العمري، شادي الغامدي، وفيصل آل حامد استغرابهم من وضع الطريق الرابط بين المتنزهات والأودية الجميلة والمنتجعات الشتوية، وقالو «الطريق بشكله الحالي وتعرجاته وعلو طبقة من الأتربة على كثير من أجزائه لا يعكس جمال وروعة وسحر تلك الأماكن الخلابة والمناظر الطبيعية»، مؤكدين حاجة الطريق إلى العديد من الإضافات التي تجعل منه أكثر جمالا. وبين كل من فيصل عبدالله عطران، عبدالعزيز عطران العمري ووليد بن جمعان صالح، أن مدخل القرية يتفرع من طريق رئيسي يربط المخواة بقلوة ويمثل شريانا رئيسيا وحركة دائبة، إلا أنه يشكل خطورة بالغة كونه ضيق ويقع في منحنى خطر ما تسبب في الكثير من الحوادث المرورية -على حد قولهم. ويرى كل من فيصل بن منسي، محمد سعيد العمري، وسبتي سعيد أن غياب الخدمات البلدية طالت حتى الموتى في القبور، فمقابر القرية الثلاث تعاني بدورها الإهمال والتهميش وأحيانا تجتاحها السيول وتم تسوير آخر مقبرة تم تسويرها قبل أكثر من 20 عاما، ومنذ عقدين من الزمن ونحن نطالب بتسوير المقبرة الواقعة خلف القرية القديمة حفاظا على حرمات الموتى دون جدوى. إلى ذلك، قال رئيس المجلس البلدي بالمخواة عبدالرحمن بن علي المحياني، أن المجلس تفاعل مع طلبات الأهالي حتى قبل أن تصل تلك المطالب على طاولة المجلس، مؤكدا أن المجلس قام بتكليف وفد مكون من عدد من أعضاء المجلس لزيارة القرية والوقوف على احتياجات الأهالي عن قرب.