اعتبر سفير الجامعة العربية بواشنطن وسفير المملكة السابق لدى تركيا الدكتور محمد رجاء الحسيني الشريف في تصريح خاص ل«عكاظ» أن ما حدث في منطقة تقسيم بمدينة اسطنبول وما امتد إلى مدن أخرى أمر مستغرب وغير مسبوق في تركيا لمدة طويلة وأضاف السفير الشريف أن الأغرب من ذلك أنها جاءت في وقت تشهد فيه تركيا استقرارا سياسيا واقتصاديا ملحوظين خاصة وأن المشكلة الرئيسية التي كانت تقلق تركيا عسكريا وأمنيا وماليا لعدة عقود هي مشكلة حزب العمال الكردستاني التي في إجراءات طريقها إلى الحل. وأوضح الشريف أن الحكومة التركية عادة ما تتعامل مع أحداث كهذه بحكمة، وروية واستغرب الشريف استخدام الشرطة التركية القوة المفرطة في التعامل مع المظاهرات لدرجة أن بعض وسائل الإعلام شبهت الوضع في تركيا بما حدث مع بداية الربيع العربي وسط شعارات مماثلة مثل الدعوة إلى استقالة رئيس الوزراء أردوغان واتهامه بالديكتاتورية. وبلا شك فإنه مع اقتراب الموسم السياحي فمن شأن أحداث كهذه أن تؤثر سلبا على القطاع السياحي في تركيا الذي شهد ازدهارا ملحوظا في السنوات الأخيرة خاصة من دول الخليج العربية. واختتم السفير الشريف تصريحه بقوله «إن ما أعرفه عن المواطنين الأتراك أن ليس لديهم الوقت الكافي للتظاهر والاحتجاج فالجميع يعمل ولا أعلم ما إذا كان ما حدث هو نتيبجة لارتفاع نسبة البطالة التي أصبحت مشكلة رئيسية في معظم دول المنطقة وفي عدد كبير من دول العالم. وقد تكون أيضا حساسية الأتراك الشديدة لأي تغيير في الطبيعة الخضراء في ساحة تقسيم التجارية والسياحية الهامة».