فيما يستمر تأثير الكتلة الهوائية شديدة الحرارة على غرب المملكة (مناطق مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة) بما في ذلك المدن الساحلية والطرق السريعة، تجاوزت درجات الحرارة اليوم ال40 درجة في عدة مدن، منها مكةالمكرمة 49، المدينةالمنورة 47، الرياض 42، الدمام 42، جدة 47، رابغ 47 وينبع 47، وأوضحت ادارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الرؤية غير الجيدة ستستمر بسبب الأتربة والغبار على شرق ووسط المملكة حتى منطقة نجران والمرتفعات والطريق السريع بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وتتكون السحب الركامية على المرتفعات الجنوبية الغربية في فترة ما بعد الظهيرة. توعدت جمعية حقوق الإنسان في السعودية بمعاقبة أصحاب الأعمال الذي يخالفون الأنظمة والمعاهدات الدولية الخاصة بتشغيل العمالة تحت درجات حرارة ملتهبة. وأشار المشرف على فرع جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة سليمان الزايدي أن هناك نظاما يمنع تشغيل أي عامل في حالة ارتفاع درجات الحرارة لمستويات محددة ومعروفة لايسمح معها بتاتا بعمل العامل تحتها ولو أدى ذلك لتوقف العمل والعامل، مؤكدا أن أي عامل يتعرض لأي أمراض نفسية أو جسدية نتيجة عدم تطبيق المعاهدات الدولية والاتفاقات سيحاسب مشغله فورا عن طريق مكاتب العمل، مطالبا إياها بأن تقوم بدورها كاملا في هذا الشأن. وفي تبوك وصلت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية، فيما رصدت عدسة «عكاظ» انتشار العمالة في المباني تحت الإنشاء إضافة لعدد من الشركات التي تعمل في الطرقات. عدد من العمالة التزمت بالتعليمات والنصائح التي حذرت من الوقوف تحت أشعة الشمس فيما فضل آخرون لبس ملابس واقية من الحرارة. مصدر مسؤول في حقوق الإنسان أكد بأنه يجب على أرباب العمل توفير البيئات الملائمة والمناسبة للعمالة لديهم، موضحا أنه يفترض على من يشغل مثل هذه العمالة أو من لديه مسؤولية عن إسكانهم أن يوفر لهم ظروف الحياة المناسبة، ومن ضمنها حمايتهم من أشعة الشمس والحرارة المرتفعة، مؤكدا أن ذلك يعد التزاما قانونيا وأخلاقيا على أرباب العمل. وفي جازان جالت «عكاظ» أمس على عدد من المواقع الإنشائية بعدد من الأحياء السكنية في مدينة جازان للوقوف على أوضاع العمالة الوافدة التي تعمل تحت أشعة الشمس المحرقة، ورصدت تجاوز الشركات ومؤسسات المقاولات التي ضربت بنظام مكتب العمل القاضي بمنع العمل تحت أشعة الشمس المحرقة عرض الحائط، حيث ما يزال عدد من العمال يزاولون العمل دونما وقاية من خطر ضربات الشمس، وقالوا إنهم يجبرون على العمل لساعات طويلة تحت الشمس في ظل نهم شركات ومؤسسات المقاولات للكسب المادي والالتزام بتنفيذ المشاريع في المدة الزمنية المحددة مع الجهات التي تعاقدت معها، موضحين أنهم يقضون ساعات عمل طويلة تحت الشمس بدون مراعاة لظروفهم أو المخاطر التي قد تلحق بهم. إلى ذلك أشار مدير مكتب العمل والعمال في منطقة جازان علي حربي إلى صدور قرار وزاري من 1/7 إلى 30/8 بمنع العمالة من العمل تحت أشعة الشمس من الساعة 12 ظهرا إلى 3 عصرا، لافتا إلى أن مكتب العمل بجازان يقوم بجولات رقابية لرصد المنشآت المخالفة. وفي جدة رصدت «عكاظ» في جولة ميدانية على عدد من المباني قيد الإنشاء قيام عمالة وافدة بأعمال التشطيب ونقل المواد في أوقات اشتدت فيها حرارة الشمس بعد أن أصبحت أشعتها عمودية على رؤوس المارة والمباني . وأكد عدد من العمالة جهلهم بالأنظمة التي تحميهم وعدم إبلاغ شركات المقاولات لهم بإيقاف فترة العمل أوقات الذروة ،فضلا عن طلب أصحاب العمل سرعة إنجاز أعمال النقل والتشطيب والبناء ،والضغط عليهم لإنهائها في الفترة المطلوبة، فيما اعتمروا قبعات أو قطعا من القماش ولفها بطريقة تحميهم من أشعة الشمس التي تشتد حرارتها منذ ساعات الصباح الأولى ،خصوصا أن المباني التي يعملون بها غير مكيفة وتتشبع جدرانها بحرارة الشمس حتى أوقات متأخرة، ولا توفر لهم شركات المقاولات ملابس خاصة للعمل أو أدوات حماية من أشعة الشمس الضارة. وإلى ذلك أكد مدير فرع وزارة العمل بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله العليان أن الوزارة ستصدر اليوم بيانا صحفيا يقتضي منع العمل في أوقات الذروة . وفي بريدة أكد مصدر مسؤول بمكتب العمل ،أن وزارة العمل عبر فروعها المنتشرة ستلوح بالعقوبات والجزاءات ضد كل من تسول له نفسه الإقدام على هذه الخطوة التي تتعارض مع النظام، لافتا إلى وضع خطة متكاملة وتفصيلية لمتابعة المشاريع والإنشاءات للتأكد من تطبيق القرار القاضي بمنع العمل أثناء ارتفاع درجات الحرارة وفي الأماكن المكشوفة ،فيما سيتم تعقبهم وإيقاع العقوبات والغرامات بحقهم ،معربا عن أمله في أن تستشعر الشركات والمؤسسات خطورة الأمر.