حظي الموروث الشعبي في أملج باهتمام المرأة، إذ حافظت على المقتنيات التراثية القديمة ونقلتها الى هذا الجيل للتعريف بما تركه الآباء والأمهات من موروث في محافظة أملج. «عكاظ» تجولت في أروقة متحف أبوعماد عبدالمعطي معتوق السناني الذي خصص منه جوانب عديده تختص بالتراث التعليمي والفني والتقني، كما لفت الانتباه أن هناك قسما خاصا يختص بتراث المرأة، وكان واضحا أنه يحظى باهتمام خاص من حيث توزيع المقتنيات والديكور المصاحب. أكدت المشرفة على القسم النسائي في المتحف فاطمة جمعة أن الاستمرار في الحفاظ على التراث الشعبي هو رابط تاريخي بين الأجيال، ومن ذلك المشاركة في الانشطة الوطنية والمحلية في المحافظة ومنها المشاركة في احتفالات المدارس ونقل عدد من المقتنيات إلى المدرسة لتعريف النشء بما تركه الآباء والأجداد. وتؤكد جمعة أن أصحاب المتاحف الخاصة يعانون كثيراً في الحفاظ على التراث حتى يستمر هذا العطاء ما يجعل تضافر الجهود بينهم وبين جمعيات الثقافة والفنون ضرورة ملحة، لتشجيعهم على تنامي هذا الدور المهم الذي يؤدونه، متسائلة عن غياب فرع للثقافة والفنون بأملج، مؤكدة أن وجود مثل هذا الفرع يحافظ بدوره على الموروث الشعبي سواء كان مقتنيات تراثية أو فنون شعبية تختص بالرجال والنساء، متمنية على الجمعية تخصيص دار لممارسة هذه الفنون وإتاحة الفرصة للمشاركة في المناسبات بشكل رسمي حيث يصب ذلك في خدمة الموروث في المنطقة بشكل عام ومحافظة أملج خاصة. وعند الحديث عن الموروثات الشعبية في المنطقة لا يمكن إغفال ما تقدمه فرقة أملج للفنون الشعبية من جهود في كل المناسبات ومن أهم هذه المشاركات انها الفرقة الرئيسية التي تقوم بتمثيل منطقة تبوك في مهرجان التراث والثقافة في الجنادرية منذ انطلاقته حتى اليوم، كما قدمت كل أنواع الفنون الشعبية التي عرفت واشتهرت بها محافظة املج ومنها فن الزريبي والرفيحي والمقطوف والرجيعي والعديد من الفنون التي استحسنها القائمون على المهرجان ما حدا بهم للمطالبة بمشاركة فرقة أملج للفنون الشعبية كل عام بشكل رسمي في المهرجان، ما دفع الفرقة إلى تطوير ما تقدمه بشكل كبير، حيث أدخلت إضافات كثيرة إلى هذه الفنون، ما أكسبها تميزا أكبر على كل المستويات، حيث اهتموا بالزي الذي يختلف من فن لآخر حسب موقعه وطريقة أدائه، فالفنون البحرية لها أزياؤها الخاصة، والبرية أيضا لها ما يميزها في زيها وطريقة عرضها، وما زال أعضاء هذه الفرقة يتطلعون لخدمتها من قبل المسؤولين في المنطقة ولهم في ذلك العديد من المطالبات التي تحسن من أدائهم. تركة الأجداد تشير المشرفة على القسم النسائي في متحف أبو عماد، فاطمة جمعة أن نقل جزء من المتحف إلى أي نشاط يعد استعادة جزء من تاريخ المنطقة القديم، حيث يتلقى القائمون على العرض سيلا من الأسئلة للبحث عن طرق استخدام المقتنيات والمناسبات التي تستخدم فيها وتاريخها، وبدورهم يجيبون على الأسئلة بكل سعادة، لإيصال المعلومات التاريخية والتراثية لأبناء اليوم ليقفوا على حقيقة ما خلفه الآباء والأجداد من تركة ثمينة، وما بذلوه من جهود كبيرة لمعايشة ذلك العصر رغم قساوته.