تعج أحياء المدينةالمنورة بالمساكن القديمة، فأصحابها لا يستطيعون بناء المنازل بسبب ارتفاع أسعار البناء، «عكاظ» تجولت وسط تلك الأحياء والمنازل لنكتشف ان بعضها يقع تحت الأرض وأخرى عبارة عن أحواش وما زال اهلها يعيشون فيها وتقف أمامها سيارات قديمة، دخلنا مباشرة داخل تلك البيوت التي استقبلنا ساكنوها بكل رحابة صدر وطيبة خاطر. بداية الجولة كانت بأحد الاحياء التي تقع قريبة من شارع قباء سألنا في الشارع عن منازل السعوديين المتعففين الذين يعيشون في هذا الحي وعلى الفور وصفوا لنا منزلين كان اولهما لأرملة تعول اربعة ابناء بعد وفاة زوجها العام الماضي، طرقت الباب ففتحت الارملة عرفتها بنفسي وعلى الفور ادخلتني الى منزلها الذي يبدو عليه الفقر ظاهرا في كل شيء حتى أنه أصبح متهالكا وكأنه سيسقط في هذه اللحظة فالمنزل يحتوي على غرفتين ومطبخ وفناء صغير به درج يؤدي الى السطح. تقول ام طلال، ان زوجها توفي عنها العام الماضي ولا يوجد لديهم معيل هي وأبناؤها الذين لم يتمكنوا من اكمال دراستهم الجامعية بسبب ظروفهم المادية، وأنه لا يوجد لديم دخل آخر سوى معاش زوجها التقاعدي والذي يبلغ 2700 ريال، مبينة أن المبلغ لا يكفي حاجتها المعيشية هي وأبنائها، ومع ذلك لا تستطيع ان تأخذ راتبا شهريا من الضمان الاجتماعي بسبب المعاش التقاعدي، وتؤكد الأرملة في هذا الخصوص، ان ابناءها حاولوا البحث عن عمل حتى يستطيعوا ان يحسنوا من دخلهم المعيشي، ولكنهم لم يجدوا، ودعتها وسط الدعوات بأن يفك الله كربتها وأبنائها. في مسكن آخر تعيش ام خالد، يقع نصفه الأسفل تحت مستوى الارض، تقول ام خالد، لدي خمسة ابناء واستلم من الضمان الاجتماعي المساعدة المقطوعة السنوية والتي تبلغ عشرة الاف ريال كل عام، وراتب زوجي التقاعدي لا يتجاوز 3500 ريال ولا يكفي لمصاريف ابنائي، ولا يوجد لدينا أي دخل آخر وابنائي يحتاجون مستلزمات كثيرة حتى اننا لا نستطيع ان نسكن في مكان بالرغم من ان المهندس المعماري قال لنا ان منزلنا في خطر وانه آيل للسقوط في أي لحظة بسبب هبوط ارضياته. في مكان آخر تعيش اسرة مكونة من سبعة افراد ودخل والدهم الشهري 3000 ريال ويسكنون منزلا مكونا من غرفتين وصالة وفناء داخلي صغير يعتبر متنفسا للأسرة التي تشترك بدورة مياه واحدة ومطبخ حدوده مترين في مترين. ويتحدث احد الابناء عن وضع الاسرة المادي فيقول «مصروفنا اليومي (ريالين)، لأن والدي راتبه ضعيف ونحن نقدر ذلك ونحاول ان نحافظ على الحقائب المدرسية من التمزق حتى لا نكلف والدي فوق طاقته، وذلك بشراء حقيبة اخرى اذا تمزقت الاولى». من جهه أخرى أكد مصدر في الشؤون الاجتماعية بالمدينة، ان الفرع يعمل بكامل جهوده لخدمة كل محتاج، كذلك الجمعيات الخيرية والتي تعمل تحت مظلة الشؤون الاجتماعية التي لها دور كبير في ذلك.