يعكف أبطال العمل الرمضاني «كلام الناس» على الاستعداد للبدء في تصوير جزء ثان للعمل بعد النجاح الذي حققه العام الماضي. ومن أبرز التساؤلات عن مدى استفادة فريق العمل من النجاح الذي حققه في تقديم جزء ثان لا يتوقف فقط عندما حققه موسمه الأول من نجاحات، إنما يبني عليها بتبني قضايا جديدة بمعالجة كوميدية فريدة من نوعها. وكان المسلسل في موسمه الأول قد تصدر المركز الأول في قائمة الأعمال السعودية من خلال البحث في المحرك الأشهر GOOGEL وكذلك في موقع الفيديو الشهير YUOTUBE، وذلك بأكثر من 8.820.000 عملية بحث ومشاهدة عبر الموقعين المذكورين خلال شهر رمضان وحده، حيث استطاع أن يجمع حوله الأسرة السعودية بلا استثناء لما قدمه من موضوعات حياتية من واقع المجتمع وخصوصيته، محطما بذلك كل تابوهات النقد، وموجها سهامه إلى سلبيات العديد من الوزارات مثل الصحة والتعليم والحج والتجارة، وذلك من خلال العديد من الكركترات المتميزة التي انفرد بغالبيتها الفنان «حسن عسيري»، حيث أطل في حلقة «مصاصي الدماء» بكركتر الصحفي الذي يطارد الفساد في البنوك السعودية، وقدم كركترا مختلفا في «عايش بالحيلة» مجسدا دور أب يشترط معرفة التقرير الائتماني لأحد الشباب الذين جاءوا لخطبة ابنته، بينما أطل في حلقة «وظيفة سعودية» بدور أب يستغل إحدى الفتيات لإنجاز مصالحه بالتحايل، وكذا كركترات أخرى منها قهوجي الوزير، الإمام العصري، موظف شركة الكهرباء معدوم الرحمة، رجل الأعمال المتحايل. «كلام الناس» نجح منذ اليوم الأول لعرضه في تبني قضايا من صميم المجتمع، وتقديمها بأسلوب يتجنب الوعظ المباشر ليخلق حالة من الكوميديا الواقعية تجسدت في العديد من الكركترات التي نجحت في حبس المشاهدين أمام شاشة القناة السعودية الأولى خلال عرض المسلسل الذي حمل خطوطاً واضحة لهموم الناس من خلال بساطة الكوميديا وتنوع المواطن على اختلاف مناطق المملكة. في الوقت نفسه يوجد العديد من المواطنين السعوديين الذين عبروا عن سعادتهم بالتطور الملموس الذي أصبحت عليه الدراما السعودية في مسلسل «كلام الناس» خاصة أنه من إنتاج نفس الشركة التي أنتجت في العام قبل الماضي مسلسل «قول في الثمانيات» والذي لم يحقق وقت عرضه على التلفزيون السعودي القدر المأمول من النجاح بسبب تركيزه على الكوميديا فقط دون مزجها بواقع المواطن السعودي كما نجح في ذلك مسلسل «كلام الناس»، لذلك كانت حظوظه متقدمة جدا لاكتساح جميع الأعمال الدرامية الخليجية وبصفة خاصة الكوميدية، خاصة أنه قدم ولأول مرة في تاريخ الدراما السعودية طرحا كوميدياً يتسم بجرأة انتقاد غير مسبوقة لأكبر المسؤولين الحكوميين، وهذا ما نجح المسلسل في فعله بانتقاد وزراء لا يعرفون شيئا عما يدور داخل وزاراتهم، وهو الكركتر الذي أجاد في تقديمه كل من الفنان رياض الصالحاني والفنان حسن عسيري. ويترقب الشارع الفني في المملكة ما سيتضمنه الموسم الثاني من المسلسل سواء على مستوى الطرح والأفكار والأداء، وكذا على مستوى مشاركة كبار النجوم إضافة إلى تقديم العديد من الوجوه الجديدة، وهي السمة التي تحرص عليها المؤسسة المنتجة للعمل لمساندة المواهب السعودية الشابة. وفي أجواء السرية الشديدة التي تضربها الشركة المنتجة حول تفاصيل العمل في الجزء الثاني، هل لنا أن نتوقع أن يتحول المسلسل إلى ماراثون درامي كوميدي قوي مع كبار صناع الدراما السعودية خاصة الفنان فايز المالكي وعبدالله السدحان، ويكون الرابح فيها هو المشاهد بأعمال مختلفة عن المسلسلات النمطية التي تسببت خلال السنوات الماضية في أن يهجر التلفزيون السعودي ويتجه إلى الفضائيات الأخرى خاصة اللبنانية والمصرية، وهل سيكون الموسم الدرامي المقبل حافلا على مستوى الأعمال أو الشاشات التي ستعرضها والتي يتوقع أن يكون للتلفزيون السعودي فيها نصيب الأسد، هذا ما ننتظره من فريق عمل «كلام الناس» والتي ستكون الإجابة عليه من خلال الموسم الثاني. من جانبه أوضح الكاتب علاء حمزة مؤلف الجزء الثاني من مسلسل «كلام الناس» أن هناك حالة من التناغم والتفاهم تسود فريق العمل ككل، وأنه اتفق مع مخرج العمل عمر الديني على إجراء بعض التعديلات على السيناريو، كي يتناغم مع طبيعة المواقع التي سيتم التصوير الحي فيها، التي تشكل أنماطا عديدة من مدن ومحافظات السعودية. ونفى حمزة ما تردد عن أنه فوجئ بإجراء عمر الديني تعديلات على العمل دون علمه، مؤكدا أن هناك تواصلا وتشاورا دائمين بينه وبين الديني، وكذلك الفنان حسن عسيري منتج وبطل المسلسل، لافتاً إلى أن تصوير المسلسل يتم وفق الجدول الطبيعي المحدد سلفا. وتشهد العاصمة الرياض حاليا تصوير عدد من مشاهد الجزء الثاني من المسلسل المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل على شاشة القناة الأولى، ومن المتوقع أن يتنقل التصوير بين عديد من الأماكن والمدن السعودية. يشار إلى أن المسلسل من تأليف علاء حمزة، وإخراج عمر الديني، وبطولة وإنتاج الفنان حسن عسيري، إضافة إلى يوسف الجراح وبشير الغنيم وعماد اليوسف ولمار ومحمد المنصور وعبدالعزيز السكيرين ومحسن الشهري ومرزوق الغامدي. يذكر أن الجزء الأول كان من بطولة حسن عسيري، لمار، بشير الغنيم، محمد الحجي، محسن الشهري عن قصة علاء الدين حمزة، وإخراج عمر الديني.