كشف ل«عكاظ» مدير ميناء جازان المهندس عبدالحميد الصوري، أن الاستثمار في أرصفة الميناء متاح للمستثمرين، وعليهم استغلال المزايا المتاحة لهم، نافيا أي نقص سواء في الأرصفة أو المعدات أو حتى الخدمات. وبين في حواره مع «عكاظ» أن الميناء لا يواجه حاليا أي تكدس في البضائع، مشيرا إلى أن منطقة العشيماء ستسلم للميناء لتحويلها إلى منطقة مستودعات رديفة. وفيما يلي تفاصيل الحوار: ? ما الخدمات التي يقدمها الميناء في الوقت الحاضر؟ يتم استيراد المواشي الحية والشعير (السائب) والبضائع العامة، كما يتم تصدير البضائع العامة والمواد الغذائية والكلنكر والإسمنت (سائب ومعبأ)، ويستقبل سفنا تزيد أطوالها عن 225 مترا وبغاطس لا يزيد عن 12 مترا. ? ولكن يقال إن عدد الأرصفة والمعدات بالميناء غير كاف؟ هذا غير صحيح، لأن عدد الأرصفة التجارية حاليا 12 رصيفا بطول إجمالي 2172 مترا، منها عشرة أرصفة لمناولة البضائع العامة ورصيفان لترصيف سفن الحاويات، تتراوح أعماقها بين 10م و12م، عند أدنى مستوى للبحر، وبالميناء معدات كافية وحديثة لمناولة البضائع والقطع البحرية وبرج مراقبة مزود بأجهزة اتصال مراقبة حديثة، وقناة ملاحية يبلغ طولها أكثر من 80 ميلا بحريا مزودة بجميع المساعدات الملاحية. ? وهل ترون بأن ميناء جازان مؤثر في الحركة التجارية في المنطقة الجنوبية؟ بكل صراحة نعم، بل ويعد البوابة البحرية الرئيسية للمنطقة الجنوبية في المملكة، ويخدم جازان وعسير ونجران، وبقية المناطق الجنوبية، ويرتبط بشبكة طرق سريعة التي تمثل عاملا مساعدا على انسياب حركة النقل البري إلى تلك المناطق أو غيرها وبالعكس في حالة التصدير، حيث يلعب الميناء دور هاما في تنشيط ونهضة الحركة التجارية بالمنطقة الجنوبية بشكل عام ومنطقة جازان بشكل خاص، ويقدم مميزات عدة، حيث يتم السماح بخدمة الترانزيت والمسافنة وإعادة التصدير عن طريق الميناء وإعفاء بضائع المسافنة من أجور التخزين 13 يوما وتخفيض أجور خدمات أدوات على بضائع المسافنة بنسبة 9% وهناك إمكانية للاستثمار في أراضي الميناء ومستودعاته وساحاته ولمدة طويلة. ? إذا كان الميناء يشكل هذه الأهمية فلماذا لا يتم العمل على تطويره؟ للعلم وليس من باب المزايدة، مر الميناء بثلاث مراحل تطويرية بتكلفة إجمالية بلغت نحو مليار ومائتي مليون، أثرت في حركة الميناء في النقل البحري للمملكة، ونطمح في أن تزيد نسبة حركة النقل في ميناء جازان نظرا لتمتعه بمميزات وإمكانات عالية. ? وهل ترى بأن التجار والمستثمرين في المنطقة وخارجها تفاعلوا مع هذه النقلة؟ أطالبهم باستغلال الفرص الاستثمارية والتسهيلات المتاحة التي يقدمها الميناء للمستثمرين، فهناك مزايا تشجع التجار في المنطقة وخارجها على الاستثمار بالميناء، خاصة كونه نافذة مطلة على البحر الأحمر والقرن الأفريقي ويخدم جميع المناطق الجنوبية بالمملكة، ويتمتع بخبرة طويلة في عملية مناولة تفريغ البضائع ونقلها بأقل كلفة، وسبق أن حظي ميناء جازان بخفض الرسوم لمدة خمس سنوات، إلا أن التجار في المنطقة لم يستغلوا تلك الفرصة ولم يستثمروها بالشكل المطلوب، وكان طموحنا بأن يحظى الميناء بدعم أكبر من قبل المستثمرين، خاصة أن هناك مزيدا من المزايا تشجيعا للمستثمرين على الاستفادة من الاستثمار فيه، وذلك للنهوض بالميناء اقتصاديا لمواكبة العجلة الاقتصادية التي تشهدها المنطقة واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين ليواكب عجلة التطور التي تواكب ميناء جازان. ? لا بد أن هناك أسبابا وراء عزوف المستثمرين من استغلال الميناء، ما هي في اعتقادك؟ لا يوجد مبرر حقيقي يمنعهم من ذلك، في ظل توفر الإمكانيات المتاحة في الميناء من حيث عدد الأرصفة ومعدات مناولة البضائع الحديثة كذلك الأعماق المناسبة لمختلف أحجام السفن. ? في الفترة الماضية كان ميناء جازان متوهجا عالميا، حيث تصل عبره سفن تجارية عالمية محملة بكميات كبيرة من السيارات، لكنها توقفت بسبب الطاقة الاستيعابية للميناء؟ توقف عملية استيراد السيارات كان لسببين رئيسيين، التوسع في ميناء جدة ورؤوس الأموال الكبيرة الموجودة أيضا في جدة، وبعدما تمت توسعت الميناء وازدواجية الطريق بين جازان وجدة، أثر كثيرا على موضع استقبال السيارات التي كانت تصل لميناء جازان في السابق قبل 12 سنة، ونتمنى أن تعود قريبا في حال انتهينا من تنفيذ بعض المشاريع المخطط لها بإذن الله، وأنا متفائل في القريب العاجل أن يعود التوهج لميناء جازان، وأتوقع في السنة الحالية ستكون هناك قفزة نوعية سيحققها ميناء جازان من خلال الاستثمارات التي تتم الآن. ? ما علاقة الميناء بالعبارات التي تقل البضائع إلى محافظة فرسان؟ هناك عبارتان هدية من قبل خادم الحرمين وفرتهما الدولة لأهالي فرسان وبالنسبة للميناء شيدت صالة على مستوى عال، وقام سمو الأمير محمد بن ناصر أمير جازان بافتتاحها رسميا العام المنصرم، وتخدم الأهالي من جازان إلى فرسان والعكس، والميناء يقدم خدمات بحرية وليس لدينا أي مانع من تقديم أية خدمات أو نشاط بالاشتراك مع أية جهة لتقديم خدمات أفضل مستقبلا. ? هل هناك انفراج لأزمة استيراد المواشي؟ استيراد المواشي الآن مسموح به، ولكن بمواصفات معينة، مثل وجود سفن مجهزة لهذا الغرض، والميناء لا يوجد به محجر حيواني في الوقت الحاضر فنتمنى من وزارة الزراعة أن تهتم بذلك، وهناك مساع من قبل الميناء ومخاطبات مع الزراعة لتوفير المحجر المطلوب. ? وما هي جهودكم لتوفير المحجر الحيواني؟ الجميع يعلم أن الميناء بحاجة ماسة لإيجاد محجر، ليسهم وبشكل كبير في رفع عملية التشغيل بالميناء، وهناك مخاطبات مع وزارة الزراعة لإتمام ذلك. * لماذا لم تكن للميناء حركة نشطة مثل بقية الموانئ الأخرى؟ هناك حركة لا بأس بها، ولكنها محدودة حسب نوعية الأنشطة التجارية الموجودة في الوقت الراهن ولكن مستقبلا سيشهد حركة تجارية نشطة؟ ? ألا ترون بأن ميناء جازان بحاجة جادة لوقفة من رجال الأعمال في المنطقة وخارجها؟ لا شك في ذلك، وهناك تنسيق مع الغرفة التجارية لمتابعة ذلك مع رجال الأعمال، ونسعى نحن كإدارة لميناء جازان إلى دعم رجال الأعمال ووقفتهم الجادة للاستفادة من الفرص والإمكانات المتاحة في الميناء، خاصة أنه سيشهد تطورا كبيرا ونقلة نوعية من خلال المشاريع المنفذة وأيضا التي تحت التنفيذ، كل ذلك سيسهم في تحقيق ما نصبو إليه، ونحن نسعى لذلك. ? وهل ترى أن الاستثمار في الميناء حاليا يحقق الطموحات؟ الاستثمار في ميناء جازان لم يصل بعد إلى الطموحات، ولا يزال لدينا أفكار، وباب الميناء مفتوح للاستثمار بكل قوة، وسندعم بقوة الشركات التي لها علاقة بالموانئ والخطوط الملاحية. ? هل هناك أطروحات جديدة للاستفادة من دول القرن الأفريقي وتعزيز علاقات أكبر في مجال الاستثمار؟ هناك أفكار مطروحة عن طريق الغرفة التجارية في جازان، وفي اتجاه أن تقوم لجنة من الغرفة التجارية والميناء بزيارة بعض مناطق القرن الأفريقي، وبدأنا الآن بتسليم إحدى الشركات في الميناء مساحة داخل الميناء تخزن مركزات الزنك والنحاس وتصدر للقرن الأفريقي، ونأمل أن يكون هناك تعاون أبعد من ذلك وعلى مدى استثمار أوسع في القريب العاجل. ? هل تواجهون مشاكل تكدس البضائع؟ لا نواجه أي نوع من تكدس البضائع، ومعظم البضائع التي تصل الميناء (سائبة) ويكون التسليم مباشرا. ? يقال إن هناك توجها لتحويل العشيماء إلى مستودعات للميناء ما صحة ذلك؟ نعم منطقة العشيماء السكنية صدر بحقها أمر ملكي لتسلم للميناء لتحويلها إلى منطقة مستودعات كرديف للمستودعات ومساعدة، يتم تأجيرها ومساحتها كبيرة ويمكن الاستفادة منها في تشغيل الميناء لتخزين البضاعة بشكل عام.