ميناء جازان.. ذو الموقع الإستراتيجي المتميز لقربه من طرق التجارة البحرية الدولية والذي لا يبعد أكثر من 200ميل بحري إلى الشمال من مضيق باب المندب، لا تكاد تذكر جازان إلا ويذكر ميناؤها العتيق بتجهيزاته العالية وأرصفتة ال 12 - وقناته الملاحية التي يبلغ طولها أكثر من 80 ميلاً بحرياً والمزود بجميع الإمكانات اللازمة.. يعد بحق ميناءً معطلاً لم يتم الاستفادة منه كما ينبغي.. ويوماً ما كانت الكثير من الواردات القادمة للمناطق الجنوبية سواء من المواشي أو السيارات أو المنتجات الأخرى تتم عن طريقه مما يوفر كثيراً من تكلفة تلك البضائع التي تفرغ عبر ميناء جدة الإسلامي ثم يتم شحنها براً إلى هذه المناطق.. وحينما ضربت حُمى الوادي المتصدع بشدة.. تَمَ حَظْرُ استيراد المواشي سواء عبر اليمن أو دول القرن الإفريقي مما جعل الميناء معطلاً تماماً عن القيام بتخصصه إلا من استقدام شحنات الفحم فقط..؟!! وحينما تسلم الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز عمله أميراً لمنطقة جازان نظر بإدراكه العميق الأهمية الإستراتجية لهذا الميناء في تفعيل الحركة الاقتصادية والتجارية ليس في منطقة جازان فحسب بل في جميع المناطق المجاورة.. وتحصل الميناء على استثناء من المقام السامي لتخفيض رسوم المسافنة في الميناء إلى أقل قدر ممكن لمدة خمس سنوات وشملت السفن التي تنقل بضائعها عبر الميناء أو الأخرى التي تتوقف في أرصفته مع منح فترة تخزين مجانية لمدة ثلاثة أشهر، هذه الجهود شملت ايضا لقاءات مع رجال الأعمال في بعض المناطق ومنها مدينة جدة للتعريف بإمكانيات وخصائص هذا الميناء الإستراتيجي واستيراد بضائع المناطق المجاورة من خلاله وخاصة السيارات وبضائع الأرز والمواشي والمنتجات الأخرى ولكن كانت ردة فعل الاستجابة مخيبة للأمال ولم ترتقِ لمستوى الطموحات وانتهت ميزة الفترة المخصصة لتخفيض الرسوم بالميناء ولم يتم الاستفادة منه ولا من هذه المزية المتاحة.. بل ذهب بعض رجل الأعمال الغربية إلى ماهو أبعد من ذلك عندما اقترح أحدهم إنشاء خط سكة حديد خاص بنقل البضائع من ميناء جازان إلى موقع المصانع المقترحة في المنطقة الصناعية شرق محافظة أبو عريش وغرب جازان بنحو 50 كيلاً. سؤال يتبادر إلى الأذهان عن دور وزارات الصناعة والتجارة والزراعة ومؤسسة الموانىء في تفعيل هذا الميناء كل في مجاله وفتح باب الاستيراد للمواشي مع وجود طبعاً المحجر الصحي الحيواني والمختبرات الملحقة به وهو ماسوف يدفع لتخفيض أسعار المواشي في المملكة بدلاً من وجود محاجر سعودية في الخارج كإرتيريا والصومال.. ولا تفعل إلا قبل موسم الحج بأيام معدودة ؟!! بالإضافة إلى استيراد السيارات والمنتجات الأخرى مع الاستفادة من إمكانيات هذا الميناء في استيراد التجهيزات الخاصة بتنفيذ مصفاة أرامكو السعودية بجازان ومتطلبات المدينة الاقتصادية في ساحل محافظة بيش وكذلك مصانع المنطقة الصناعية بأبوعريش ومطار جازان الجديد واستقطاب المزيد من الاستثمارات الصناعية إلى حين تنفيذ الميناء الصناعي المزمع إقامته غرب المدينة الاقتصادية مع الميناء الجاف الملحق به. رافعات ميناء جازان