بعد فتح باب الانتساب في جامعة الملك عبدالعزيز تهافت الكثير من الشباب على الموقع الإلكتروني للجامعة من أجل الحصول على مقعد للدراسة والحصول على درجة البكالوريوس. وأجمع عدد من طلاب الانتساب على أن همومهم تتمثل في تدبير مبلغ قسط الفصل الدراسي حتى يحصلوا في المستقبل على وظائف تحقق لهم طموحاتهم. وإذا نظرنا إلى واقع الانتساب في جامعة المؤسس نجد أن أغلب الشباب المتقدمين هم من سكان جدة، إذ لم يمنع زواج أحدهم أو التحاقه بوظيفة ما هؤلاء الشباب عن تكملة دراستهم الجامعية. وفي هذا السياق أوضح فواز الشهري من أهالي جدة أنه يستعد لتأدية اختبارات نهاية «الترم» الثاني، وهو في السنة الثالثة، وقد تقدم لدراسة البكالوريوس بعد أن رفضته الجامعات قديما بسبب ضعف نسبته في الثانوية العامة، وحينما وجد الفرصة مواتية، حيث التحق بالجامعة عن طريق الانتساب واللحاق بالفرص الوظيفية التي فاتته. وأضاف الشهري بقوله «كنت مراهقا في الثامنة عشرة حين إتمامي الثانوية العامة ولم أكن أشعر بالمسؤولية، ولذلك لم تقبلني أية جامعة بعد تخرجي من الثانوية العامة بسبب ضعف نسبتي بعد التخرج، وللأسف الشديد تعطلت أموري ومصالحي كلها وخسرت أشياء كثيرة لمدة خمس سنوات بعدها حصلت على عمل براتب ضئيل، ولم أتمكن من الزواج لأني لن أستطيع استئجار منزل والصرف على احتياجاتي وزوجتي وأولادي». وتابع الشهري: عند إعلان جامعة الملك عبدالعزيز بدء القبول في برنامج الانتساب لم أتردد لحظة في التسجيل ولكن اصطدمت بمبلغ ال3000 ريال لكل ترم، غير أن أموري تسهلت ولن يوقفني هذا الشرط، فمشكلة شهادتي المتأخرة ونسبتي الضعيفة ليست شرطا مهما بالنسبة للجامعة ولذلك وجدت أن المبلغ حتى وإن كان مرتفعا بالنسبة لي إلا أني سأجتهد لتدبره حتى لا يفوتني القطار مرة أخرى، علما بأن شهادة الباكالوريوس ستغير وضعي في العمل وأحصل على ترقية. وفي ذات السياق أوضح إبراهيم فلاتة من سكان جدة ويعمل موظفا في أحد البنوك انه التحق بالجامعة عن طريق الانتساب بقسم اللغة الانجليزية، وهدفه بعد إكمال الدراسة الجامعية والحصول على شهادة البكالوريوس الانطلاق إلى الخارج لتكملة الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة لأن زوجته تخرجت في الجامعة بتقدير ممتاز وعينت في الجامعة على وظيفة «معيدة» ولديها منحة «ابتعاث» من الجامعة مع مرافق، ويمكنه السفر معها وتكملة دراسته، لذلك اتفق مع زوجته على إنهاء البكالوريوس ومن ثم السفر لخارج المملكة لأجل تكملة الدراسة والعودة بالشهادة الكبيرة بإذن الله. من جانبه قال أيمن زيلعي طالب انتساب في الجامعة تخصص علم نفس «فشلت في إكمال دراستي الجامعية بعد تخرجي من الثانوية مباشرة، وبعد إعلان برنامج الانتساب سجلت عن طريق الانترنت فوراً وتم قبولي، وبعد تخرجي سأتقدم لوظيفة مباشرة علما بأن زملائي في الجامعة أخبروني بأن الرواتب بعد التخرج جيدة ومستقبلها جميل». واضاف: تجد في قاعات الدراسة العديد من الشباب العاطلين أو العاملين في القطاعين العسكري والمدني، وبعضهم يطمح لإنهاء خدمته في مجال عمله براتب معين، ولن يتم ذلك إلا إذا حصل على شهادة البكالوريوس، ويرغب في أخذها حتى يتوقف راتبه عند حد معين يصبح معاشا له بعد التقاعد ولا يصبح هناك فرق كبير بين راتبه الأساسي بعد نهاية الخدمة لأن البكالوريوس سوف تمنحه ترقية وزيادة في الراتب. علاء المطيري أوضح أنه يعمل في القطاع الصحي، وراتبه ضئيل جدا، فنصحه أحد أقاربه بتكملة دراسته في الجامعة (انتساب) للحصول على ترقية في العمل وزيادة في الراتب، يقول المطيري «تعبت كثيرا من القسط المرتفع في كل ترم ولكن طموحي أكبر من ذلك لأني أرغب في تحسين وضعي العملي والمادي، فأطفالي يكبرون ومطالبهم تزداد يوما بعد يوم، والمعيشة لم تعد تساعد كما في السابق بسبب ارتفاع أسعارها، ولذلك صممت على تكملة دراستي الجامعية في برنامج الانتساب الذي جاء كفرصة لاسترجاع ما ضيعناه سابقا. واستطرد بقوله «فرحت بالقرار وتقدمت فورا إلى الجامعة وأنا الآن في سنواتي الأخيرة». من جهتها أوضحت فاتن عبدالعزيز، طالبة انتساب في الجامعة تخصص إدارة مستشفيات، عن أمنيتها في الحصول على شهادة البكالوريوس، وهي من خريجات الثانوية اللاتي لم يتم قبولهن في الجامعة سابقا، ولأن ظروفها الأسرية صعبة ولديها أبناء، فإنها ترغب في إكمال دراستها لمساعدة زوجها على المصاريف الكثيرة وسد بعض الجوانب الحياتية التي تتطلب مالا كثيرا. من ناحيتها أرجعت وزارة التعليم العالي تزايد الإقبال على الدراسة بالانتساب إلى ضغوط ومتطلبات سوق العمل التي تتطلب عدم ترك العمل لأجل الدراسة، بالإضافة إلى المتطلبات الأخرى لمن يرغب في الحصول على وظيفة، موضحة أن عدد الدارسين الذكور يزيد على الإناث بنحو الضعف في برامج الانتساب، والتعليم عن بعد، والانتساب المطور، وذلك بنسبة 59 إلى 61% للذكور، بينما بلغت الإناث نسبة 23 إلى 34%. ولفتت الوزارة إلى تباين الجامعات في تقديم برامج التعليم عن بعد، حيث اتضح ذلك في اختلاف شروط القبول بينها، وإقرار الرسوم، وتنفيذ إدارة برامج الانتساب، وتقييم الطلاب، ومعادلة مقرراتهم، علاوة على متطلبات البعض لقبول الطالب؛ مثل إنهائه دورات تأهيلية معينة قبل التقدم للدراسة، مؤكدة أهمية تطبيق لائحة التعليم العالي التي تهدف لإيجاد مرجعية نظامية للتعليم عن بعد، وتمييزه عن الأنماط الأخرى للتعليم في مؤسسات التعليم العالي. من جهة أخرى كشف مصدر في وزارة التعليم العالي أن عدد الخريجين الذين درسوا وفق نظام الانتساب في الجامعات الحكومية بلغ 4133 طالباً وطالبة خلال العام الماضي، يمثلون 3.57% من العدد الإجمالي للطلبة الخريجين في مؤسسات التعليم العالي. وأوضح تقرير أصدرته وزارة التعليم العالي أن الخريجين وفق نظام الانتساب توزعوا على خمس جامعات حكومية، وبلغ عدد الطلاب 2297 طالباً يمثلون 55.58% من إجمالي عدد الخريجين، فيما بلغ عدد الطالبات 1836 طالبة يمثلن 44.42 % من إجمالي عدد الخريجين، و أن أعلى نسبة من الخريجين سجلت في جامعة الملك عبدالعزيز، وبلغت نسبة الطلاب والطالبات الخريجين المنتسبين لتلك الجامعة 81.80%. فيما يتعلق بالتخصصات التي يلتحق بها الطلاب بنظام الانتساب، أكد تقرير صادر من وزارة التعليم العالي أن هذه التخصصات تتوزع على خمسة تخصصات دراسية، جاءت أعلى نسبة لهم في مجال الأعمال التجارية والإدارية ب 78.85% من العدد الإجمالي للخريجين، في حين كانت أقل نسبة للخريجين في مجال تدريب المعلمين ب0.53% من العدد الإجمالي.