تواصل الحراك الدبلوماسي أمس سعيا لبلورة الاقتراح الأمريكي الروسي لعقد مؤتمر دولي بغية التوصل لحل للأزمة السورية، في حين اشترط نظام الرئيس الأسد مشاركته بالاطلاع على مزيد من «التفاصيل». في غضون ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أي عمل يزعزع استقرار سوريا، بينما أعلن الأردن أنه سيستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا جديدا لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري». ومن المقرر أن يعلن الائتلاف المعارض موقفه من المؤتمر إثر اجتماع يعقده في اسطنبول بدءا من 23 مايو الجاري. من جهته أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، أن المعارضة السورية ستحصل على «دعم إضافي» إذا رفض النظام المشاركة في المؤتمر. واستبعدت الخارجية الأمريكية أمس عقد المؤتمر قبل يونيو. وشكل المؤتمر محور بحث بين وزراء خارجية المملكة والأردن وقطر وتركيا والإمارات ومصر في اجتماع في أبو ظبي البارحة الأولى، شددوا في ختامه على أن «لا مكان» للرئيس الأسد وأركان نظامه الذين «تلطخت أيديهم بالدماء» وحضر الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية . وفي موسكو، قال بوتين في ختام محادثاته مع نتانياهو «من المهم جدا في هذا الوقت الحرج تجنب أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع»، وذلك بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مطلع الشهر قواعد عسكرية قرب دمشق، وأتت الزيارة المفاجئة إثر إبداء موسكو عزمها على تسليم دمشق أنظمة صاروخية متطورة. وفي عمان، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي إن «المجموعة الأساسية ضمن أصدقاء سوريا ستعقد اجتماعا في الأردن منتصف الأسبوع المقبل». وبالأمس، أوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في دبي أن المعارضة لم تحصل في الواقع بعد على مقعد بلادها في الجامعة بالرغم من جلوسها فيه في قمة الدوحة في مارس، مؤكدا أن الأمر رهن «تشكيل حكومة» للمعارضة. على صعيد آخر، رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اقتراح دمشق إجراء تحقيق مشترك في تفجير السيارتين المفخختين في مدينة الريحانية الحدودية والذي أدى إلى مقتل 51 شخصا السبت. ميدانيا، حذر الائتلاف المعارض أمس من «خطر محدق» بحوالى ثلاثين ألف شخص مقيمين في مدينة القصير التي تتقدم نحوها قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله، متحدثا عن توجه «حشود عسكرية ضخمة» نحوها. وحذر «المجتمع الدولي من جريمة جديدة قد يرتكبها نظام الأسد بحق الأهالي»، داعيا منظمات حقوق الإنسان إلى التوجه للقصير «على وجه السرعة لإنقاذ 30 ألفا من المدنيين، كلهم في خطر محدق».