تحولت ردهات الفصول الدراسية في مدارس جدة أمس إلى ما يشبه خلية النحل مع تواصل الاختبارات التحصيلية في المدارس، في الوقت الذي أوضح فيه عدد من الطلاب أن مثل هذا النوع من الاختبارات يكسر حدة الخوف من الاختبارات النهائية. وفي الوقت الذي أكد فيه عدد من الطلاب ارتياحهم من الأسئلة الواردة في أوراق الاختبارات فإن عددا من الكوادر التعليمية أوضحوا أن الأخطاء المطبعية التي وردت في بعض الأوراق تدعو إلى ضرورة إعادة آلية وضع الأسئلة. ورصدت جولة (عكاظ) في عدد من المدارس أداء الطلاب في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة للاختبارات التحصيلية والتقت بهم وبعدد من المدرسين والمشرفين التربويين الذين أكدوا على تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب وفقا للخطة المجدولة. وذكر مدير مدرسة الأمير متعب بن عبدالعزيز صالح الزهراني بأن الاختبارات التحصيلية ليست مرتبطة بنتائج الطلاب لكنها تقيس المستوى التحصيلي لطلاب الصف السادس لمواد الرياضيات والعلوم، مضيفا بأنه كانت هناك تهيئة مسبقة من الوزارة للإعلان عن المشروع موجهة لإدارات التربية والتعليم ومن ثم لمكاتب التربية من خلالها تم الاجتماع مع مديري المدارس لتوضيح آلية العمل. من جانبه أوضح المشرف التربوي أحمد الزيلعي بأن الاختبارات التحصيلية لها دور مساند وكبير في تطوير العملية التربوية والتعليمية كما أن أثرها فاعل في تطوير العمل التعليمي مستقبلا خاصة ما يشهده الوقت الحالي من حراك لتطوير التعليم على جميع الأصعدة. وقال طلال الأسمري المعلم بمدرسة إبتدائية إنه من الضروري أن يكون هناك مردود وتأثير إيجابي لهذه الاختبارات لتنعكس بالفائدة على الطالب لافتا إلى أن الطلاب يسألون عن النتيجة فقط ولا يهمهم الفائدة المنتظرة من هذه الامتحانات. وأضاف الأسمري أنه لاحظ ثمة أخطاء مطبعية، حيث كان هناك خياران متطابقان في نموذج الأسئلة، مقترحا أن يعاد النظر في آلية إعداد الأسئلة. إلى ذلك أجمع عدد من طلاب المدارس الذين أدوا الإختبارات التحصيلية على الفائدة من الأسئلة التي قدمت إليهم. وقال الطالب عبدالمحسن القحطاني إنه يتمنى أن يكون الاختبار مستمرا طوال مراحل التعليم المقبلة خاصة أنه لا يجد صعوبة في الإجابة على الأسئلة ويؤديها براحة ودون قلق من مسألة النتائج المتعلقة بها. ونوه علاء الذبياني بسهولة الاختبار وإعجابه بطريقة وأسلوب إعداد الأسئلة معتبرا بأن عدم دخولها في المعدل والنتيجة النهائية جعله يؤدي الاختبار براحة أكبر. وقال ماجد الغامدي إن أسرته حثته على حضور الاختبارات التحصيلية ليجني أكبر قدر من الفائدة وليتعلم ويكسر حاجز الخوف والرهبة من شبح الاختبارات النهائية، لذلك تعتبر إعدادا جيدا لاختبارات نهاية العام. أما عبدالعزيز كسايا فقد تمنى أن تتواصل مثل هذه الاختبارات خاصة أنها لا تعطل سير الدراسة في المدرسة، حيث هناك لجان تتابع الاختبارات واليوم الدراسي مستمر ولم يتأثر بشيء إطلاقا. من جهته أوضح مدير مكتب التربية والتعليم بالصفا مسدف الحازمي بأن المشاركة الفعالة من جميع المعلمين والمشرفين ومديري المدارس ساهمت في تنفيذ الاختبارات بشكل مميز كما خطط لها، مضيفًا بأن مكتب الصفا بدأ الإعداد لهذه الاختبارات منذ وقت مبكر، حيث شكلت فرق العمل واللجان الإشرافية لمتابعة العمل عليها. مشيرا إلى أن هذه الاختبارات لا تؤثر على الانتقال من صف دراسي إلى آخر إنما تتركز أهدافها في تقديم رؤية واضحة لمسؤولي التعليم من خلال قياس المستويات التحصيلية والمهارات والمعارف تمهيدا لوضع البرامج والخطط الاستراتيجية لتطوير أداء الطالب أو المنهج أو المعلم.