بحت أصوات أهالي وادي السلمة شرق منطقة نجران من أجل إيقاف متاريس الشركات المستثمرة التي تجرف وتنقل الرمال البيضاء (البطحاء) من الوادي إلى وسط المدينة، وطالبوا بالرجوع إلى القرارات الصادرة بهذا الشأن لحماية واديهم من التجريف المتواصل على مرأى ومسمع من أمانة المنطقة التي تمنح تراخيص لممارسة هذه الأعمال دون تحديد الإحداثيات. وأبدى الأهالي استياءهم من عدم اكتراث الجهات ذات الاختصاص بالمطالبات والمعاملات التي تناشد بإيقاف هذه الممارسات حفاظا على تربة الوادي، ودرءا للمخاطر التي يتعرض لها أطفالهم نتيجة انتشار الحفريات في جنبات الوادي، ملمحين لتواطؤ بعض الدوائر الحكومية مع مستثمري البطحاء، وتغاضيها عن التجاوزات ما يدفع التجار إلى الحفر والتجريف هنا وهناك دون وازع أو مانع، متنقلين من موقع إلى موقع ما أدى إلى تجريف أغلب أراضي الوادي. ويؤكد الأهالي أنهم تقدموا بشكوى لأمانة المنطقة غير أنهم فوجئوا أن نفس الموظفين المصدرين للتراخيص في الأمانة هم من يحققون في الشكوى، فعلقوا متندرين: يراقبون أنفسهم بأنفسهم، مضيفين: رغم خطورة الوضع وما تشكله هذه المتاريس من خطورة بالغة على المنطقة بأكملها، خصوصا ان وادي السلمة يسيل على الجامعة والمطار وربما يشكل كارثة كبيرة في حال استنزاف البطحاء. ويبدي الأهالي اندهاشهم من الانتهاكات الصارخة من تجار البطحاء رغم المطالبات المستمرة التي تقدموا بها الى الجهات ذات العلاقة التي تزيد عن 22 شكوى في جميع الجهات ومنها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ووزارة البترول والمعادن وأمانة المنطقة وفرع وزارة الزراعة في نجران، لافتين إلى ان هناك عددا من المحاضر المحررة في شرطة العريسة بعد توقيف 8 مواطنين من سكان الوادي لاعتراضهم عمل المتاريس، منوهين بأن الحال لا يزال على ما كان، فما زال نهب خيرات الوادي مستمرا. وفي نفس السياق يشير الأهالي إلى أن العمالة الوافدة المتستر عليها هم أصحاب اليد الطولى في تجريف الوادي، ما أدى إلى استحداث سوق سوداء للبطحاء، ليصل سعر حملة القلاب الواحد إلى أسعار فلكية مقارنة بما كانت عليه في السابق، رغم تحذير المديرية العامة للدفاع المدني في نجران في خطاب موجه لوكيل الإمارة رقم 36083 في 13/9/1433 من وقوع كارثة جراء ما أحدثته آليات وجرافات الشركات من حفر كبيرة. وناشد سكان وادي السلمة والشعاب المحيطة به بإزالة فورية للمتاريس التي بجوار منازلهم، وذلك لتسببها بأضرار كبيرة وكثيرة منها تلوث الجو بالغبار مما سبب لهم ولأطفالهم أمراض الربو وغيرها من الامراض، بالإضافة إلى قطع الطريق عليهم من وإلى منازلهم، ومحاصرة بيوتهم بالدراكيل والعروم وقطع الطريق البري التارخي إلى الرياض الذي يقطع الموقع ابتداء من الجبل الأخضر وحتى دلة. مضيفين: المتاريس تسبب أضرارا جسيمة للبيئة حيث تقضي على الغطاء النباتي والأشجار المعمرة وتجريف التربة والتسبب بالتصحر