يئن مستشفى النور التخصصي بالعشوائية في أغلب مفاصله، الداخلية والخارجية, حيث يعاني مرتادوه من بيروقراطية قوية وفوضى عارمة في أغلب أقسامه، ففي المدخل تستقبلك لوحة طرزت باللغتين العربية والانجليزية كتب فيها «على بعد 05 مترا (03 ثانية)، صالة الاستقبال المكيفة بالمدخل الرئيسي تحتوي على: كراسي انتظار تتسع لمائة من الرجال والنساء، مكاتب استعلامات لخدماتكم على مدار الساعة، كافتيريا ودورات مياه». عندما يقرأ المراجع محتوى هذه اللوحة يستبشر بأن مراجعته ستكون سهلة ويسيرة ومريحة، ولكنه ما أن يدخل الصالة حتى يفاجأ بأن كراسي الانتظار «التي تتسع لمائة من الرجال والنساء»، المعلن عنها في اللوحة غير موجودة، ويجد أمامه طوابير من الواقفين والجالسين على الأرض، والمائة كرسي ليست سوى 6 كنبات على يمين الصالة احتلتها النساء، فيما تشهد غزوا من بعض الرجال لاقتناص مكان للجلوس لكسر عناء التعب الذي يتسببه الانتظار الذي يمتد لساعات طويلة في صالة المستشفى. (عكاظ) زارت المستشفى وكشفت نقص الخدمات للمراجعين في صالة المستشفى التخصصي ورصدت صفوف المراجعين من كان واقفا أو جالسا بسبب عدم وجود الكراسي التي عشمتهم بها تلك اللافتة باللغتين العربية والانجليزية، واطلعت من المراجعين على معاناتهم، حيث قال جميل جمعان إنه استبشر خيرا عندما دخل المستشفى لأول مرة وقرأ اللوحة حول توفر كامل الخدمات في صالة المستشفى من كراس وكافتريا ومكتب خدمات، ولكن عندما دخلت لم أجد سوى 6 كنبات على اليمين، وقد احتلتها النسوة بينما الرجال واقفون في صفوف كثيرة فيهم المسن والصغير وبدون كرسي واحد. وسأل لماذا وضعت لوحة كهذه على مدخل المستشفى وباللغتين العربية والانجليزية ولا يوجد ولا كرسي. وأضاف: أمام هذا الواقع يمر في بالي المثل المعروف «من برا الله الله ومن جوه يعلم الله»، متمنيا الارتقاء بخدمات المستشفى، خصوصا أن المراجعين لهم حق بالجلوس على الكراسي، مشيرا إلى أن الكافتيريا المذكورة في اللوحة ليست موجودة، بل هناك واحدة في الخارج عند البوابة الرئيسية للمستشفى بجوار محل الهدايا، وبالتالي فإنه لا يوجد شيء مما هو مذكور في اللوحة باستثناء التكييف، حتى أن مكتب الاستعلامات تحول إلى مكتب صغير فيه ثلاثة حراس أمن يمنعون الزوار من دخول قسم العناية المركزة وغيرها من أقسام الدور الثاني. من جانبه قال هاشم الشيخي إنه يأتي من القنفذة إلى المستشفى لزيارة قريب له منذ مدة، ويجد الحال كما هو، بدون تغيير إذ لا يجد كراسي للانتظار والراحة من عناء السفر الطويل، مشيرا إلى أنه اضطر للجلوس على الأرض. وذكر أن ما يزيد من المرارة هو وقوف المسنين لساعات طويلة. وسأل أليس من المفروض لمستشفى كبير على مستوى العاصمة المقدسة توفير كراسي انتظار للمراجعين المسنين والنساء وغيرهم؟. أما غازي رابح فأبدى استياءه من تكدس المراجعين في أروقة المستشفى، الأمر الذي يؤدي إلى تعكير هدوء المستشفى إضافة إلى الضغط المستمر من رجال أمن المستشفى بسبب وقوفهم وتحايل بعضهم للدخول إلى قسم العناية المركزة، حيث يتمركز أكثر من ثلاثة رجال أمن لاحتواء مدخل العناية المركزة. وأشار إلى أن النساء في الكنبات جالسات وبعضهن واقفات بينما يجلس بعض الرجال على الأرض. ومن الخارج لا يبدو المشهد أفضل من الداخل، فرغم جمال المنظر التصميمي، يشهد المستشفى، خصوصا في ساعات الذروة، فوضى عارمة واختناقات وسيارات تتكدس على ثلاثة صفوف، بحيث إن السيارة الأولى تغلق عليها من خلفها سيارتان، في حين يشهد طريق الخدمات ازدحاما شديدا واختناقا بسبب عدم توفر المواقف الكافية للمستشفى، إضافة إلى بسطات العمالة المتخلفة أمام السور التي تعطل السير عند توقف أحد الزبائن. وأشار أيمن باعفيف إلى أن ادارة المستشفى وفرت برحة صغيرة جدا بجوار الملف المؤدي إلى كوبري الملك خالد، وهي برحة مزدحمة دوما ولا تكفي لأكثر من 30 سيارة، حيث إن البعض يضطر للوقوف بجوار سور المستشفى، مشيرا إلى أنه تعرض مرة إلى «صكة» من سيارتين كانتا تقفان خلف سيارته، مشيرا إلى أنه اضطر للبقاء منتظرا صاحب إحدى السيارتين أكثر من نصف ساعة. فيما قال سلطان اليزيدي: إن مشكلة السيارات أمام مستشفى النور أزلية لا حل لها إلا بتوفير مواقف خاصة بالمستشفى، تستوعب سيارات المراجعين، مشيرا إلى أنه أصبح على مراجع المستشفى الوقوف بعيدا، أي عند نهاية سور المستشفى ليضمن موقف لسيارته بعيدا عن عشوائيات التوقف و(الصكصكة) ويسير لمسافة طويلة في الحر، معتبرا أن المشكلة عند كبار السن الذين لا يستطيعون قطع المسافات. ودعا المعنيين إلى تفعيل دور سلالم المشاة وتوفير مصاعد لكبار السن. تفعيل السلالم تمنى وليد ابراهيم تفعيل دور السلالم الكهربائية وتوفير مصاعد فيها، خصوصا أن مستشفى النور يشهد إقبالا كبيرا من المراجعين. وقال إنه لا يحتاج أحد إلى كثير عناء ليعرف سوء حال الخدمات في مستشفى النور، إذ يكفيه فقط أن ينظر إلى عدد السيارات المتكدسة بعضها قرب بعض خارج المستشفى ليعرف مدى الإهمال الذي يتعرض له مستشفى النور.