ينحصر الوضع الصحي في المدينةالمنورة في عدة مشكلات وعدم وجود مستشفى مركزي جديد يساند المستشفى المركزي الوحيد الموجود حاليا وهو مستشفى الملك فهد الذي يخدم المنطقة بصفة عامة، رغم أن عمره الافتراضي انتهى فالمستشفى تم أنشاؤه منذ أكثر من 03 عاما بالإضافة إلى أن المراكز الصحية في الأحياء وضعها مزر للغاية، غير أن مدير صحة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي يؤكد أن هناك حزمة من المشاريع الصحية في المدينةالمنورة سوف تنهي كافة الإشكاليات المتعلقة بالمرافق الطبية، إلا أنه اعترف بوجود مشكلات في مركز الكلى. وأجمع عدد من اهالي طيبة أن المراكز الصحية وضعها مزر لقدم مبانيها وتدني مستوى النظافة خاصة في الأحياء الكبيرة التي يرتفع أعداد السكان فيها سواء من مواطنين أو مقيمين، كما أن اغلب هذه المراكز مستأجره وتفتقد للخدمات المتكامله التي تجعلها تؤدي دورها بشكل صحيح وعملي كما أن نقص الكادر الطبي في المنطقه يمثل هاجسا كبيرا لدى الاهالي الذين أجمعوا على أن المستوى الصحي في المنطقة يحتاج لكثير من الاهتمام خاصة أن المدينة توسعت وكثر عدد سكانها في السنوات الاخيره فبتالي يجب أن ترقى الخدمات الطبيه لمستوى التطور الكبير التي تشهده المدينةالمنورة وفي هذه الحلقه الاولى التي تعتبر ضمن سلسله تكشف واقع الحياه في المدينةالمنورة نتطرق للواقع الصحي في المنطقه ونكشف خباياه من أجل ان نضع الاصبع على الجرح ونسعى لأن يعي المسؤولون حاجة الناس ومتطلباتهم. من جهة اخرى فإن الاخطاء الطبيه المرتفعه تمثل هاجسا كبيرا لدى أهالي المنطقة ويقول المواطن سلمان العوفي في هذا الخصوص مشكلة مستشفيات المدينة وخاصة المستشفيات الخاصة أنها تشهد أخطاء طبيه كثيره إضافة إلى أن الاجراءات العقابيه بطيئة وتستمر إلى سنوات يفقد فيها المتضرر الأمل بل ربما جعلته ينسى الموضوع لطولها رغم أن الاخطاء الطبية ربما أفقدته حياة أغلى مالديه. وسجلت تقارير الصحة حالات أخطاء كثيرة وأكثر من حالة خطأ طبي مميت، اذ سجلت المنطقة طبقا للتقارير والاحصاءات في العام 1430 أكثر الحالات فاحتلت المدينةالمنورة المركز الأول في الاخطاء، وأوضح تقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة مؤخرا عن الأخطاء الطبية في عشر مدن سعودية، جاءت فيه الرياض أولاً ب421 قضية، وجاءت منطقة عسير ثانياً ب265 قضية، فيما حلّت جدة ثالثاً ب230 قضية، وسجلت المنطقة الشرقية 219 قضية، تلتها الطائف ب177 قضية، ثم المدينةالمنورة ب147قضية. كما أن مركز الكلى الوحيد في المنطقه والذي كما قال المواطن حامد الحربي لايقدم الخدمات المطلوبة في ظل تكدس المرضى وبعد المواعيد ونقص في التكييف. وأضاف الحربي أن المركز يحتاج إلى تأهيل وصيانة بالاضافة إلى إنشاء مركز آخر يساعد على تلبية احتياجات مرضى لايستطيعون الصبر فكما تعرف مريض الكلى يحتاج إلى غسيل دم يومين في الأسبوع ومهدد بالوفاة في أي لحظة. مستشفى مركزي وحيد يقول المواطن فايز العمري من المؤسف جدا أن منطقة مثل المدينةالمنورة لايوجد فيها إلا مستشفى مركزي واحد هو مستشفى الملك فهد الذي تم انشاؤه منذ أكثر من 30 عاما. ويضيف أن المنطقة ومع اتساعها وازدياد عدد سكانها المضطرد الذي تجاوز المليون باتت في حاجة ملحة لمستشفى مركزي آخر خاصة إذا علمنا أن مستشفى الملك فهد يستقبل الحالات من داخل وخارج المدينة من محافظاتها وقراها ويؤكد العمري أن واقع الحال الصحي يجب أن يكون أفضل من الموجود الان. من جهته أوضح عويد الرشيدي أن المنطقة تشهد ضغطا كبيرا خاصة في مواسم الحج والعمره ولذلك يجب التوسع في إنشاء المستشفيات وزيادتها ورفع طاقتها بالاضافه إلى زيادة الكادر الطبي في جميع المستشفيات حتى تستطيع هذه المستشفيات تقديم خدماتها بوجه صحيح. المقيم عوض الحامدي يقول أنه يقيم في المدينةالمنورة منذ عشرون عاما ويتمنى أن يتم الاهتمام أكثر بالمراكز الصحية الموجودة في الأحياء خاصة إذا علمنا أنها هي من تقدم الخدمة الطبية الأولية. ويؤيده سليمان برناوي في هذا الجانب حيث قال أن المراكز تشتكي من نقص في الخدمات وبعض الاحيان في الأدوية وبعد المواعيد والزحام الشديد ويقترح ان يتم إنشاء مركزين صحيين خاصة في الأحياء الكبيرة. وقال ضويعن الجهني الذي وجدناه للتو خارجا من عيادات مستشفى الملك فهد (يا ابني خلهم يزيدون في اهتمامهم والدولة ولله الحمد وفرت كل شيء فقط نريد منهم الاهتمام والرعاية والخدمة المناسبة للناس). ومن ناحية عبدالله عبدالعزيز الحربي فإنه كما قال ليس راضيا عن الخدمات الطبية الموجودة ويقول قد أكون مبالغ ولكن هذا الواقع الذي أراه الخدمات الطبيه في المدينة سيئة وطموحنا أكبر من ذلك فالمدينة لها أهمية كبيرة ونحن كلنا ثقة في الله ثم في المسؤولين وأن يتم الاهتمام أكثر في المرضى وفي احتياجاتهم. كاميرا «عكاظ» رصدت عددا من الاشكاليات في المستشفى المركزي «مستشفى الملك فهد» والذي تراوحت مابين سوء في مباني إسكان المستشفى إلى تهاوي السقف أكثر من مرة خاصة في موسم الامطار فضلا عن تدني خدمات النظافة رغم أنه تم صرف أكثر من 80 مليونا لإعادة تأهيله إلا أن أحد المواطنين قال عن هذا المرفق الطبي «لايصلح العطار ما أفسدة الدهر». كما رصدت العدسة عددا من المباني المتهالكة لعدد من المراكز الصحية في أحياء المدينة المتفرقة. من جهة أخرى كشف تقرير صادر عن الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة أن عدد المراكز الصحية بالمدينةالمنورة بلغ 144 وبلغ المستأجر منها 97 إضافه إلى مركزين لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. المراحل الأربع وفي موازاة ذلك أوضح الدكتور عبدالله الطائفي مدير الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة أن هناك خطة لوزارة الصحة بتجديد المراكز الصحية ، وتأتي في إطار مكرمة خادم الحرمين الشريفين، حيث تم إدراج المراكز في المراحل الأربع الأولى وسيتم إكمال البقية في المراحل القادمة، وذلك ضمن الخطة الممنهجة للمباني المستأجرة التي لم تعد مناسبة، موضحا أنه تم الرفع بخصوصها لمقام الوزارة لاعتماد مبالغ إضافية حسب الإيجارات الحالية لاستئجار مبان اكثر ملاءمة لتقديم الخدمة الصحية. وأكد الدكتور الطائفي، وجود عدد من الإشكاليات المتعلقة بقسم الكلى في المدينةالمنورة، مشيرا إلى أنها تشمل سوء التكييف في قسم النساء للكلى. وقال إن الشؤون الصحية طلبت إنشاء مبنى جديد يستوعب 300 كرسي ويلبى احتياجات المرضى. وبين الدكتور الطائفي، انه تم اعتماد خطة تطويرية لمركز الكلى، مؤكدا احتياجهم لضعف عدد الأسرة، محددا الاحتياج بأكثر من 160 سريرا، والمتوفر 80 كرسيا في المبنى القديم و 60 كرسيا في المبنى الجديد. وأشار الطائفي إلى أن المبنى القديم لا يتحمل أجهزة التكييف الضخمة فوق البناء وتم عمل مبنى ومشروع جديد يكلف 1.8 مليون ريال وتم رفعه للوزارة لاعتماده. وحول عدم رضا المرضى عن المبنى القديم أجاب: تم طلب انشاء مبنى جديد لمركز غسل وجراحة الكلى، يستوعب 300 كرسي يكون كفيلا بمتطلبات مرضى غسل الكلى في المدينةالمنورة وهو الحل الأمثل لحل مشكلة المرضى، والمبنى الحالي متواضع وتم بناؤه منذ عشرات السنين، مؤكدا سعيهم لمعالجة موضوع التكييف، حيث سبق الرفع للوزارة بشراء أجهزة تكييف وتم اعتماد المبلغ وقدره 200 ألف ريال لكن يجب ترميم المبنى قبل وضع الأجهزة، مرجعا سبب ذلك إلى أن سطح المبنى لا يتحمل أجهزة التكييف الضخمة. وعن الأخطاء الطبية قال الدكتور الطائفي ان عدد القضايا المعروضة على الهيئة الطبية 131 قضية وشكلت منطقة المدينةالمنورة نسبة 7% من إجمالي قضايا الأخطاء الطبية في المملكة خلال العام الماضي، واستقبلت الطوارئ والعيادات في مستشفيات المنطقة خلال العام المنصرم 3.120.304 مراجعين وبلغ إجمالي العمليات الجراحية 28.728 عملية جراحية، وعدد المنومين بالمستشفيات 102.928 مريضا. وبشر الطائفي أهالي المدينةالمنورة بحزمة مشاريع جار إنشاؤها مشيرا إلى أنه في حال اكتمالها سوف تساعد في رفع المستوى الصحي في المنطقة مضيفا قائلا أن مجموع قيمة هذه المشاريع تجاوزت تكلفتها 3 مليارات ريال، حيث يجري حاليا إنشاء مشروع مستشفى المدينة التخصصي بسعة 500 سريرا بتكلفة (352) مليون. ومشروع إنشاء مستشفى الصحة النفسية بتكلفة (125) مليونا بسعة 200 سرير. برامج التوسعة آليات التطوير تشمل توسعة طوارئ مستشفى الولادة والأطفال وموقع مبنى الأورام الجديد بسعة 001 سريري. ومشاريع في مستشفى الملك فهد ومستشفى أحد وإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية وتوسعة مستشفى الانصار وعدد من المشاريع الصحية الأخرى التي إن شاء الله سوف تكون في خدمة المواطنين والمقيمين والزوار.