فيما أبدى المجتمع الدولي والمراقبون السياسيون ارتياحا مشوشا تغلفه تفاؤل حذر حيال الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الأزمة السورية، اشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس أن يبدأ أي حل سياسي في سوريا برحيل الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه، مبديا في الوقت نفسه في بيان عن ترحيبه «بكل الجهود الدولية التي تدعو لحل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية، على أن يبدأ برحيل بشار الأسد وأركان نظامه». وأكد الائتلاف أن «النظام الأسدي أسقط جميع المبادرات التي تم تقديمها لحل الأزمة، واستمر في وضع العصي في عجلات أي اتفاق أو لجنة أو فريق عربي أو أممي خلال ما يزيد على سنتين، سفك خلالهما دماء عشرات الآلاف من الأبرياء، وسجن ما زاد على مائتي ألف من السوريين في معتقلاته الرهيبة وهجَّر أكثر من خمسة ملايين سوري». من جهته اعتبر المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس أن التوافق الروسي الأمريكي حول سوريا «خطوة أولى مهمة جدا»، مشيرا إلى «إنها أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جدا». وفي بروكسل صرح متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد الأوروبي «مرتاح جدا» للاتفاق بين روسياوواشنطن حول سوريا، مشيرا إلى أن الاتحاد «كرر مرارا أن حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة». من جهته قال عضو المكتب التنفيذي في الائتلاف الوطني السوري سداد العقاد ل «عكاظ» إنه «لا يستطيع أي فرد من المعارضة تجاوز ما يحدث على الأرض وأن ينسى حجم الدمار المستمر والقتل والمجازر التي ألحقت بالشعب السوري البريء حتى هذه اللحظة، فالنظام السوري وزمرته الحاكمة غير مناسبة للحوار مع المعارضة السورية». وأضاف أن «الشعب السوري يسعى على تحقيق كرامته والأصرار على نيل حريته وذلك بكافة الطرق التي تحقق له آماله وأمنياته». من جهة ثانية أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أمام البرلمان، أن هناك أدلة محدودة ولكن مقنعة على أن النظام السوري استخدم ولا يزال الأسلحة الكيميائية بما في ذلك غاز السارين، وأضاف أنه سيقوم بزيارة إلى روسيا لمناقشة الملف السوري مع الرئيس فلاديمير بوتين. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن الولاياتالمتحدة سترصد 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للاجئين السوريين، ليرتفع مجموع مساعداتها إلى 510 ملايين. ميدانيا أصيب القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام أبو محمد الجولاني بجروح خلال القصف الذي نفذه الجيش السوري على مناطق في ريف دمشق الجنوبي، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وأبلغ أحد النشطاء في الريف الجنوبي المرصد عن إصابة عدد من عناصر الجبهة بجروح جراء القصف الذي استهدفهم.