تشهد ملاعب الحواري الترابية بزوغ الكثير من المواهب الرياضية في لعبة كرة القدم والتي باتت لعبة العصر وذات الشعبية الجارفة ولكن أولئك النجوم لم يجدوا الدعم والاستقطاب وصقل مواهبهم، بل تعدى ذلك إلى تهميشهم حيث يفتقدون للملاعب الصحية التي تساعدهم على تطوير مواهبهم وسط أجواء رياضية صالحة. غير مرغوب فينا محمد الغامدي أحد لاعبي الحواري أبدى عتبه على البلديات لعدم إقرارها عند إنشاء البنى التحتية للمخططات السكنية إنشاء ملاعب رياضية للشباب واستبعادهم من أجندتها وكأنهم غير موجودين. وأوضح الغامدي أن الملاعب التي تقع في وسط الحواري غير مرغوب فيها من السكان بسبب تأصل ثقافة إزعاج الشباب لهم حينما يمارسون كرة القدم داخل الحواري، وأرجع الغامدي ذلك إلى إنشاء الشباب ملاعب بجهودهم الذاتية داخل الحواري وهو ما جعل السكان يعتبرون ذلك تعديا منهم وأمرا غير نظامي ومن ثم يقومون بتقديم الشكاوى و«تطفيشهم» حتى يلغوا تلك الملاعب. أجواء رياضية غير صحية عايض عسيري اعتبر الملاعب الترابية عبارة عن وباء يصيب من يمارسون كرة القدم على أراضيها بسبب الغبار والأتربة التي يستنشقها لاعبو الحواري كل يوم. وزاد العسيري: لو تمت زراعة تلك الملاعب بالإنجيلة الطبيعية أو حتى الصناعية من قبل الأمانة لأشغل الشباب وقتهم برياضة تفيدهم وتقضي على أوقات فراغهم بطريقة سليمة وصحية وخالية من الوباء والأمراض. سواتر عالية عبدالله عسيري أحد نجوم الحواري في عسير أوضح أن ملاعب الحواري فيها مواهب كثيرة وقد تصبح تلك المواهب من ألمع النجوم لو تم الالتفات إليها، ولكن العسيري انتقد بشدة عدم وجود جهود من قبل الجهات المختصة لتوفير وإنشاء ملاعب راقية للشباب في كل مخطط سكني، واقترح العسيري إنشاء ملاعب للشباب في أطراف المخططات ويتم توفير مسجد ودورة مياه تابعين لكل ملعب مع بناء سواتر عالية على أطراف تلك الملاعب لاستيعاب الشباب الذين يمارسون الرياضة التي أحبوها وتكون تلك الملاعب على غرار الملاعب المستأجرة. عشّاق الإنجيلة من جانبه، أشاد عدد من الشباب بالإمكانات الجيدة التي تشتمل عليها الملاعب المستأجرة وهو ما جعلها مطلبا لإقامة الدورات عليها نظرا للاهتمام من قبل أصحاب تلك الملاعب المستأجرة رغم تحفظ أولئك الشباب على أسعار تلك الملاعب التي وصفوها بالمبالغ فيها خاصة في مواسم الصيف والإجازات. 550 ريالا للمباراة الواحدة عبدالرحمن الأحمري أحد عشاق لعب كرة القدم على أراضي الملاعب المستأجرة أوضح بأن أصحاب تلك الملاعب يحرصون على استقطاب الشباب بتوفير كرات ذات مواصفات عالمية إضافة إلى وجود قمصان مختلفة لتوزيعها على الشباب الذين يستأجرون ملاعبهم ولكن الأحمري أبدى تذمره من الأسعار المبالغ فيها التي ينتهجها عدد من أصحاب تلك الملاعب المستأجرة حيث ذكر بأن سعر المباراة الواحدة في بعض الملاعب المستأجرة في أبها مثلا يصل إلى 550 ريالا في المساء أثناء الإجازة الصيفية. واعتبر الأحمري السعر مبالغا فيه مقارنة بحجم المباراة الواحدة التي لا يتجاوز وقتها ساعتين من الزمن. خدمات راقية سامي مسرحي اعتبر المال هو عربون المتعة في ممارسة كرة القدم ولكنه هنا يختلف عن المعتاد بحيث يدفع اللاعب ثمنا مقابل استمتاعه بأداء كرة القدم ومزاولتها بينما تدفع الملايين لنجوم الأندية مقابل أن يمتع اللعب الجماهير في الملعب، وأكد مسرحي بأن الملاعب المستأجرة باهظة الثمن ولكن اللعب فيها يجد الإنارة الجيدة والأرضية السليمة ودورات المياه والمسجد والكرات البديلة وغيرها من الميزات التي يقدمها أصحاب تلك الملاعب لشد الإقبال عليها من قبل الشباب المحبين لممارسة كرة القدم في بيئة صحية وحضارية. وتساءل المسرحي بقوله: هل تعجز أمانات المدن وبلدياتها عن توفير مثل تلك الملاعب الراقية لفئة الشباب في المدن والمراكز أم أن ميزانيات الأفراد باتت تفوق ميزانيات الأمانات التي تقدر بالمليارات؟!!